خصائص وأبعاد مجتمع المعلومات ....... د.مجبل لازم المالكي – أ . وصفي عايض الدويرمستخلص
تحدثت الدراسة بدايةً عن التغيرات التي أحدثتها ثورة المعلومات في حياة الإنسان، وكيف أصبحت هذه المعلومات مورداً إستراتيجياً حيوياً لايقل أهميةً عن الموارد الأخرى حتى بات قطاع المعلومات يشكل مصدراً رئيساً للدخل القومي والعمل والتحول البنائي، وتناولت الدراسة ملامح التغيير التي أحدثتها ثورة المعلومات التي أفرزت خصائص اتسم بها المجتمع المعلوماتي• ومن أهمها: انفجار المعلومات ـ نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة على المعلومات ـ بزوغ تكنولوجيا المعلومات والنظم المتطورة له ••• إلخ•••شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متلاحقة وتحولات كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة• وقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن حتى حدثت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته، ثم ما لبثت المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصادياً أن تطوى صفحة العصر الصناعي لتفتح صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم• وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة الإنسان وغيرت الكثير من مفاهيمه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية• ومازالت هذه الثورة منتشرة وقوية بعد أن أخذ المجتمع الصناعي يتخلى عن مكانه لمجتمع جديد يعمل غالبية أفراده في المعلومات وليس في إنتاج السلع والضائع•المعلومات مورد إستراتيجيأدركت الدول المتقدمة أهمية المعلومات كمورد إستراتيجي حيوي لا يقل أهمية عن الموارد الأخرى ولكونها عنصراً لاغنى عنه في الحياة اليومية وفي اتخاذ القرارات وفي نشاطات البحث العلمي والركيزة الأساسية للتقدم العلمي والحضاري والتنمية• فمن يمتلك المعلومات ويستثمرها بشكل أفضل، ومن يمتلك نظم معلومات متطورة، هو الأقوى لأن قدرة الإنسان على استثمار الموارد المادية والبشرية رهينة بقدرته على استثمار المعلومات• واستثمار هذا المورد الحيوي هو المعيار الذي يعتمد عليه الآن في التمييز بين المجتمعات المتقدمة ومجتمعات الدول النامية•لقد أصبح التطور الكبير للمعلومات إنتاجاً وتوزيعاً واستخداماً في العقدين الأخيرين جلياً بعد استثمار التكنولوجيا الحديثة وبخاصة التطور في تكنولوجيا الحواسيب والاتصال من بعد وتكنولوجيا المصغرات الفيلمية والليزرية، مما أدى إلى أن تصبح المعلومات أكبر الصناعات في الدول المتقدمة•ونظراً لأهمية هذه الموارد في الاقتصاد فقد اختار الاقتصادي الشهير (آدم سميث) عنواناً لكتابه الرئيس >ثروة الأمم<نظراً لما لهذه الموارد والثروات من دور فاعل في تطور حياة الدول وتنظيمها السياسي والاقتصادي• وقد حصل هذا التحول في البنية الاقتصادية في الدول المتقدمة في مجال المعلوماتية نتيجة لثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال• وأبرز مثال على ذلك التطور الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية من صناعة الحواسيب إلى صناعة معالجة المعلومات من 1791 حتى 1891• إذ نلاحظ أن حجم صناعة الحواسيب قد ارتفع من (71) بليوناً عام 1791 إلى (96) بليوناً لعام 1891 أي بنسبة أربعة أضعاف• أما حجم صناعة المعلومات ككل فبلغ 031 بليون دولار، كما بلغت عائدات الشركات المنتجة لهذه الصناعات 8025 (بليون دولار) مقابل 6052 (بليون) لعام 7791(1)•وفي فرنسا التي تمتلك أكبر شركات الخدمات في أوروبا حدث تطور لايقل أهمية على صعيد المعلوماتية وفي ميدان التنظير المعلوماتي بهدف تطوير الأفكار حول الطرق المؤدية إلى إدخال المجتمع في الحيز المعلوماتي•يشكل قطاع المعلومات المصدر الرئيس للدخل القومي والعمل والتحول البنائي، وتظهر اقتصاديات الدول المتقدمة في أوروبا أن حوالى 04% من دخلها القومي قد نتج من أنشطة المعلومات في منتصف السبعينات• ومن خلال هذا الاهتمام المتزايد لقطاع المعلومات ظهر في السنوات الأخيرة العديد من المصطلحات المرتبطة به وتؤكد أهميته وفاعليته على نطاق واسع ومنها:قطاع المعلومات، وسيط المعلومات، شركات المعلومات، بنوك المعلومات، مديرو المعلومات، تسويق المعلومات•• وسواها• ومن ناحية أخرى أدت هذه السرعة والتطورات المتلاحقة في تكنولوجيا المعلومات إلى اهتمام الدول وحاجتها إلى مايسمّى بمحو الأمية التكنولوجية للمعلومات في مجتمعنا المعاصر، وهي في أوسع معانيها المعرفة التي تسمح للفرد القيام بعمله بكفاءة وفعالية في أي ظرف يجد فيه نفسه في المجتمع التكنولوجي، ويختلف هذا من شخص إلى آخر وفقاً لتخصصه واهتماماته• وبذلك فقد أصبحت هناك قناعة واضحة وإدراك كبير للدور الجوهري الذي يمكن أن يؤديه توظيف المعلومات وتكنولوجياتها المتطورة في التقدم وتشكيل فكر وثقافة المستقبل• كما أن التربية والتعليم يمثلان العاملين الجوهريين في تنمية موارد المعرفة والإبداع والخلق• وسوف يعتمد عالم الغد على التحولات السريعة في الإنتاج وجودته في بيئة تنافسية، وسوف تظهر فيه التكتلات الاقتصادية القوية وتتغير هياكل العمالة والتوظيف، ويرتبط بالتقدم السريع في العلم والتكنولوجيا وتبادل ونقل المعلومات والتوصل السريع إلى استرجاعها في حل الكثير من المشكلات ويسهم في تحقيق النقلة الحضارية والتقدم والتنمية المطلوبة•ثورة المعلومات وملامح التغييريعد العالم اليوم في مفترق طرق لأن التطورات الهائلة في التكنولوجيا تؤدي إلى تغيير اقتصادي سريع، فثورة المعلومات المعاصرة وماتحدثه من تغيير تشبه بالثورة الصناعية التي بدأت في إنجلترا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، إذ ستتولى الحواسيب والإنسان الآلي بصفة متزايدة الأعمال الرتيبة، وستخلق ثورة المعلومات عدداً متزايداً من الوظائف المرتبطة بالمعلومات، وستتولد صراعات اجتماعية نتيجة بعض الوظائف في مختلف القطاعات•لقد بات واضحاً أن عجز الإنسان في التغلب على أية مشكلة يرجع إلى عدم توافر المعلومات الضرورية لمعالجة المشكلة وإيجاد الحلول على أسس علمية• وبما أن المعلومات على هذا الجانب الكبير من الأهمية فلا بد من العمل على جمعها وتنظيمها وتبويبها وتسهيل مهمة استرجاعها لمعالجة المشكلات العلمية والصناعية والزراعية• وقد أصبحت التقنية اليوم من ضروريات إقامة نظم المعلومات الحديثة الهادفة إلى تخزين المعلومات بشكل منظم ثم استرجاعها عند الحاجة• فالتقنية جزء لايتجزأ من خدمات المعلومات الحديثة وإقامة نظمها لتحقيق أهداف عديدة منها:1ـ ايصال المعلومات للباحثين وفقاً لحاجاتهم الموضوعية ومشكلاتهم العلمية لوضع الحلول المناسبة لها•2ـ توفير المعلومات للمواطنين لرفع مستوياتهم الثقافية والمهنية والعلمية ومن ثم خلق مجتمع أفضل متطور على الأصعدة والمستويات جميعها•3ـ تأمين قنوات في المجتمع بهدف توصيلها للباحثين لدراستها ونقدها وتنميتها لإبداع معلومات جديدة قد تفتح آفاقاً جديدة في سبيل الرقي والتقدم•خصائص المجتمع المعلوماتييمكن القول إن مجتمع المعلومات هو البديل (للمجتمع الصناعي) بعد أن حصلت التطورات الهائلة في حجم المعلومات ونوعيتها وأصبحت تغطي مختلف مجالات الحياة للإفادة منها في التحديث وبرامج التنمية وتطور المجتمع• ثم حصلت القفزة الكبرى في ظهور التكنولوجيا المتقدمة لمختلف أنواع الحواسيب للتحكم في المعلومات وتجميعها وتخزينها ومعالجتها واسترجاعها واستخدامها• ودخلت تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات الإنتاجية والخدمية ومنظمات الأعمال لاستثمار هذه التكنولوجيا في إنجاز مهامها ونشاطاتها وزيادة الإنتاج• ثم حصل التزاوج بين تكنولوجيا الحواسيب والاتصالات الحديثة وأدى إلى ظهور مجتمع المعلومات المعاصر الذي يمكن إجمال أهم خصائصه بالآتي:1• انفجار المعلومات:أصبحت المجتمعات المعاصرة ومؤسساتها العلمية والثقافية والإنتاجية تواجه تدفقاً هائلاً في المعلومات التي أخذت تنمو بمعدلات كبيرة نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة وظهور التخصصات الجديدة، وتحول إنتاج المعلومات إلى صناعة• وتتخذ هذه المشكلة في تفجر المعلومات مظاهر عديدة وهي:أ ـ النمو الكبير في حجم النتاج الفكريفهناك من يرى أن معدل النمو السنوي للنتاج الفكري كان يتراوح بين 4-8%، وأصبحت كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة• فلو أخذنا على سبيل المثال شكلاً من أشكال النثر كالدوريات فسنجد تطوراً كبيراً في حجم النتاج الفكري، فبعد أن كان يبلغ حوالى مئة دورية عام 0081، أصبح يزيد على 07 ألف دورية في عقد الثمانينيات وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن النتاج الفكري السنوي مقدراً بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين 21-41 مليون وثيقة• ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي مايقارب من مليون دورية يضاف لها مايقارب 51 ألف دورية جديدة في كل عام• أما الكتب فقد بلغ الإنتاج الدولي منها حوالى 006 ألف كتاب(1)•ب ـ تشتت النتاج الفكريكان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتداخل في صنوف المعرفة أثره في ظهور فروع جديدة مثل الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية وموضوعات أخرى ضيقة ودقيقة• وكلما زاد الباحثون تخصصاً وتضخم حجم النتاج الفكري قلت فعالية الدوريات التي تغطي قطاعات عريضة، ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل النتاج الفكري والإحاطة به من قبل الباحثين والدارسين•ج ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالهاتتنوع مصادر المعلومات المنثورة وتتعدد لغاتها أيضاً• فبالإضافة إلى الكتب والدوريات والرسائل الجامعية والتقارير العلمية وبراءات الاختراع والمعايير الموحدة والمواصفات القياسية• هناك المصغرات والمواد السمعية والبصرية وأوعية المعلومات الإلكترونية كالأقراص المتراصة (CD-ROM) والوسائط المتعددة (Multi-Media) والأوعية الفائقة أو الهيبرميديا (Hypermedia) وسواها•2• زيادة أهمية المعلومات كمورد حيوي إستراتيجيلايمكن الاستغناء عن المعلومات في حياة الأفراد والجماعات في مختلف النشاطات التي يمارسها الإنسان• فقد حلت محل الأرض والعمالة ورأس المال والمواد الخام والطاقة، وأصبحت لها أهميتها في الاقتصاد القومي ومجالات وخطط التنمية الوطنية والقومية واتخاذ القرارات وحل المشكلات•3• نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة على المعلوماتتزايدت المؤسسات والمنظمات التي تعتمد اعتماداً كبيراً على المعلومات واستثمارها بالشكل الأمثل في معالجة نشاطاتها وأعمالها، كما هو الحال في المؤسسات الصحفية والإعلامية والبنوك وشركات التأمين والمؤسسات الحكومية الأخرى• وأخذت تعتمد على استخدام نظم معلومات حديثة لغرض التحكم في معالجة المعلومات وتحقيق الدقة والسرعة في إنجاز أعمالها ونشاطاتها، وكذلك تحسين ورفع كفاءة إنتاجها•4• بزوغ تكنولوجيا المعلومات والنظم المتطورةحصلت تطورات كبيرة خلال الآونة الأخيرة في تكنولوجيا المعلومات، فبعد أن كانت التقنيات المتاحة لتخزين وإرسال وعرض المعلومات تتمثل بالصور الفوتوغرافية والأفلام والمذياع والتلفاز والهاتف أصبحت في الوقت الحاضر تعتمد اعتماداً كبيراً على الحواسيب بأنواعها المختلفة في اختزان ومعالجة المعلومات واستخدامها وتقديمها للمستفيدين•وقد بدأت بالظهور نظم معالجة المعلومات البشرية والآلية التي تعتمد على الإنسان والآلة• وتم التوصل إلى نظم الخبرة والمعرفة للاستخدام الأرقى في حل المعضلات واتخاذ القرارات•وقد تنامى الاعتماد على استخدام الحواسيب في مجالات التجارة والصناعة وتبادل المعلومات واستمر التقدم في تكنولوجيا الاتصالات، مما أدى إلى ظهور خدمات عديدة لنقل المعلومات مثل البريد الإلكتروني وخدمات التليتكست والفيديوتكس والمؤتمرات من بعد، ثم ظهرت التطورات المذهلة في الشبكات ومنها شبكة الإنترنيت التي تخطت الحواجز الإقليمية والمحلية وجعلت العالم قرية كونية صغيرة•5• تعدد فئات المستفيدينيتميز مجتمع المعلومات بوجود فئات متعددة تتعامل مع المعلومات والإفادة منها في خططها وبرامجها وبحوثها ودراساتها وأنشطتها المختلفة وفقاً لتخصصاتها ومستوياتها وطبيعة أعمالها، وهناك فئة صغيرة تضم العلماء والفنانين والمصممين ممن يعملون على خلق وإنتاج المعلومات، وفئة تعمل في إيصال المعلومات وتضم العاملين في البريد والهاتف والصحفيين والإعلاميين• وهناك فئة المهنيين كالمحامين والأطباء والمهندسين، وهناك الفئة العاملة في تخزين المعلومات واسترجاعها وفئة الطلبة، وفئة المديرين من أصحاب الخبرات الذين يعملون في القضايا المالية والتخطيطية والتسويقية والإدارية•6• تنامي النشر الإلكترونييعرف النشر الإلكتروني بأنه إنتاج المعلومات ونقلها بوساطة الحواسيب والاتصالات من بعد من المؤلف أو الناشر إلي المستفيد النهائي مباشرة أو من خلال شبكة اتصالات• وكذلك يقصد بالنشر الإلكتروني أو مصادر المعلومات الإلكترونية مصادر المعلومات الورقية وغير الورقية كمخزون إلكتروني على وسائط ممغنطة أو مليزرة، أو تلك الوسائط غير الورقية والمخزونة أيضاً إلكترونياً حال إنتاجها من قبل مصدريها أو ناشريها (مؤلفين وناشرين) في ملفات قواعد بيانات متاحة عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق نظام الأقراص المتراصة•وقد ساعد النشر الإلكتروني على تحقيق الفوائد الآتية للمكتبات ومراكز المعلومات:1ـ سرعة الحصول على المعلومات والوصول إليها، لأنه قلل من المدة بين إنتاج المعلومات وظهورها بشكل نشر إلكتروني•2 ـ المحافظة على المعلومات من عوامل التلف والفناء التي تعاني منها المطبوعات الورقية•3ـ التغلب على مشكلة الحيز الذي تعاني منها المكتبات ومراكز المعلومات نتيجة لتراكم المصادر الورقية فيها
•4ـ انخفاض تكلفة الحصول على المعلومات مقارنة بالنشر الورقي الذي يعاني بشكل كبير من ارتفاع سعر الورق وكلفة الأيدي العاملة ومعدات الطباعة ومستلزماتها•5ـ توفير الكلفة الكبيرة التي تحتاج إليها العمليات الفنية في المكتبات ومراكز المعلومات كالتزويد والفهرسة والتصنيف والتجليد والصيانة والتعشيب وسواها•وقد تزايدت كميات المعلومات المنتجة على أوعية غير ورقية كالأشرطة والأقراص الممغنطة وأسطوانات الفيديو والأقراص الضوئية•• ويتنبأ الكثيرون أن المكتبات ومراكز المعلومات سوف تصبح مستقبلاً مكتبات إلكترونية• فمكتبة المستقبل سوف تعمل على اختزان الفهارس والكشافات والمستخلصات ونصوص المراجع والدوريات كاملة بأوعية إلكترونية مما يسهم في التخلص من أميال من الرفوف المخصصة للمطبوعات والملفات التقليدية• وستشهد السنوات القادمة نمواً في حجم المنشورات الإلكترونية واستخدامها بالنسبة للكتب المرجعية والكشافات والمستخلصات خاصة، وانتفاعاً أكثر بإمكانات تكنولوجيا النصوص الفائقة والوسائط المتعددة، وأن المستقبل سيكون لمصادر المعلومات الإلكترونية خلال السنوات القادمة مع بقاء مصادر المعلومات الورقية والسمعية البصرية والمصغرات ولكن باستخدام أكثر محدودية•7• تقلص سلطات المديرنظراً لتنامي حجم تكنولوجيا المعلومات واستخدامها في المكتبات ومراكز المعلومات فإن المسؤوليات وسلطات المدراء والعاملين سوق تتقلص ولن يحتفظ المديرون أو المشرفون على هذه المؤسسات بالسلطات التي يفترض أن تتاح لهم فيما يتعلق بتخصيص الموارد وتقرير خدمات جديدة للعاملين وغيرها من المحددات والتأثيرات التي تنعكس على إدارة هذه المؤسسات•8• ظهور التوقعات المتغيرة لمستخدمي المعلوماتوفرت تقنيات المعلومات والاتصالات تسهيلات علمية وفنية وغزارة في كمية المعلومات المقدمة للمستفيدين• وأصبح بإمكان المستفيد التحاور مع نظام المعلومات واستخدام مايناسبه بالشكل والصيغة التي يحتاجها من الخدمات والبرامج الثقافية والعلمية فضلاً عن البرامج التعليمية والتدريبية الخاصة به لجعله أكثر معرفة بنظم وبرامج المكتبة وخدماتها الجديدة التي تناسب اهتماماته ومجالات عمله•وأصبح العديد من مستخدمي المعلومات يعتمدون على خدمات المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات التي تتواجد في منظماتهم وبيئاتهم لأنها تلبي طلباتهم واحتياجاتهم كوسائط للحصول على المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها• ولم تقتصر هذه الظاهرة على مستخدمي المكتبات ومراكز المعلومات في المكتبات الكبيرة والمتخصصة، بل امتدت إلي غيرها من المكتبات العامة و المدرسية، وأصبحنا نشاهد فئات متعددة من الشباب والعمال والموظفين والطلبة تستخدم هذه المكتبات لإعداد التقارير والمذكرات والبحوث والدراسات في مختلف الموضوعات التي يرغبون في الكتابة عنها•9• تزايد حجم القوى في قطاع المعلوماتأصبحت القوى العاملة في قطاع المعلومات في بعض الدول المتقدمة تنمو بشكل سريع فعلى سبيل المثال كان هناك 71% ممن يعملون في المهن المعلوماتية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 0591• أما الآن فقد ارتفعت نسبهم إلى أكثر من 06% (مبرمجون، أساتذة، محررون، محاسبون، مصرفيون، أمناء مكتبات) ومن منتصف السبعينات كانت معظم القوى العاملة مرتبطة بمعالجة المعلومات وتجهيزها، وعدد الذين يعملون في تطويع المعلومات أكثر من العدد الذي يعمل في التعدين والزراعة والصناعة والخدمات الشخصية مجتمعة كما يذهب إلى ذلك كبير الاقتصاديين في الوكالة الأمريكية لحماية البيئة وهو روبرت هامرين، في حين يشير العالم ستراسمان إلى أن أكثر من 36% من أيام العمل الفعلية كلها في الاقتصاد الأمريكي عام 2891 كانت مرسخة لعمل المعلومات، وأن متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية المقدمة من قبل العاملين في حقل المعلومات أكبر بنسبة 01-02% من فئات المهن الأخرى• وأن عدد ساعات العمل في المعلوماتية تصل إلى 07% من عدد الساعات الكلية المسجلة وأن هناك على الأقل 76% من تكاليف العمل تستهلك في عمل المعلومات(1)•وتمثل اليابان مثالاً جوهرياً على استثمار المعلومات وكثرة تطبيقاتها ونشرها بين أبناء المجتمع• وكانت معجزة في الرقي والتقدم من خلال إقامة نظام معلوماتها المعروف >بمجتمع المعلومات<• وتعد اليابان من الدول الرائدة بالنسبةلاقتصاديات المعلومات لأن قوة العمل المعلوماتية قد نمت بمعدل سريع خلال السبعينيات والثمانينيات وليست ثورة الروبورت، والأتمتة، ومنافسة الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوربية في صناعات معلوماتية كأشباه الموصلات والحواسيب والاتصالات إلا إحدى علامات هذا العصر المعلوماتي الجديد•وقد نما إجمالي الناتج القومي (GNP) بمتوسط معدل سنوي 3،01% بين عامي 2691، 7791، وفي عام 7991 كان إجمالي الناتج القومي الياباني ثاني أكبر إجمالي في العالم، أي بعد الولايات المتحدة الأمريكية•وطبقاً لتقديرات البنك الدولي لعام 5891 فقد كان إجمالي الناتج القومي لكل فرد (003011) دولار أمريكي وفق متوسط أسعار عامي 3891ـ5891 وهذا المستوى يقارن بمستويات الدول الصناعية في غرب أوربا(2)•وقد كانت الخدمات تشكل في مطلع الثمانينيات في اليابان 33% من الاقتصاد، ويقدر لها أن ترتفع في مطلع القرن المقبل إلى 05% كما يتوقع أن يكون كل واحد من اثنين من الموظفين عاملاً في الخدمات• ومثل هذا الاهتمام بنظم المعلومات وتقنيات المعلومات في هذا البلد يشير إلى مدى رقي ذلك النظام تقنياً ومهنياً وثرائه العلمي المتمثل بملايين مصادر المعلومات التي تخزن فيه كل عام، واستثمار ذلك لخدمة المجتمع وحركة البحث العلمي ودعم الموسسات الوطنية وصناعاتها•ومن خلال ذلك يتضح تغيير تركيبة المجتمع في عصر المعلومات، إذ يشهد المجتمع مابعد الصناعي في الدول الغربية المتقدمة والباحثون أن ذلك سيؤدي إلى تغيير في التركيب الاجتماعي نفسه• فيصبح هناك أصحاب الغنى في المعلومات، وأصحاب الفقر في المعلومات، والمستويات الاجتماعية الدنيا هي التي لا تملك المهارات الضرورية للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة•01• الاغتراب والتحديث في مجتمع المعلوماتيرى العديد من الباحثين أن انتشار تطبيق تكنولوجيا المعلومات سيؤدي إلى اغتراب الإنسان في مجتمع المعلومات وعزوفه عن المشاركة الإيجابية في المجتمع• وقد يصل الأمر إلي التعبير عن ذلك بالرفض الأيجابي الظاهر أو السلبي الصامت• وتتجدد شواهد هذا الاغتراب في فقدان الثقة بالنفس والقلق على تعطل خبرات الإنسان لأن الحواسيب قد حولت العديد من الموظفين والعاملين إلى مجرد ضاغطين على الأزراز وبالتالي أصبح رصيد الخبرات المكتبية لهم بلا قيمة أمام هذا التحدي الجديد القادم•ويقابل هذه الظاهرة ظاهرة أخرى هي التحديث من خلال ظهور الشخصيات والجماعات التي تقبل التغيير والتحديث اعتماداً على التوسع في الاتصالات الإنسانية سواء عن طريق الانتقال أو السفر أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، وإن عملية التحديث هذه يمكن أن تتم في المجتمعات المتنامية والتقليدية، مع اهتمام هذه المجتمعات بالتعليم العصري• وتحمل وسائل الإعلام ومؤسسات المعلومات مسؤوليتها في تحريض أكثر عدد من أبناء المجتمع التقليدي للالتحام المباشر مع الجديد، ومن ثم إتاحة الفرصة الإيجابية للاستمتاع بإنجاز مجتمع المعلومات•11• الأبعاد الجديدة للخصوصيةأضافت التكنولوجيا الجديدة أبعاداً جديدة للخصوصية تتعلق باختزان واسترجاع المعلومات عن الناس وإمكانيات الوصول لهذه المعلومات عن طريق شبكات الاتصال• وبذلك فإن مقدرة الحواسيب على إنشاء وتطويع بنوك المعلومات الضخمة من شأنه أن يجعل خصوصية الأفراد في معلوماتهم الشخصية محفوفة بالخطر على الرغم من التشريعات أو الهيئات المراقبة•21• فوضى الاتصال وتهديد السيادة الوطنية من خلال السيطرة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحكم في مستوى الاتصال•أبعاد المجتمع المعلوماتييمكن تلخيص أبعاد مجتمع المعلومات بالنقاط الآتية:أـ إن مجتمع المعلومات هو حقيقة اقتصادية وليس تجريداً فكرياً، وهذا يعني إمكانية قياس اقتصاديات المعلومات بصورة واضحة مثل أي نتاج محسوس• ب ـ إن الابتكارات الجديدة في حقل الاتصالات وتكنولوجيا الحواسيب هي التي تعكس قنوات الاتصال بين أفراد المجتمع في المستقبل• وسوف تؤدي إلى تنامي سرعة التحول عن طريق انهيار مايسميه >تسبيت< عوامة المعلومات التي تعرف بأنها الوقت الذي تستغرقه المعلومات في قناة الاتصال•ج ـ إن التطور التكنولوجي يمر بثلاث مراحل تحقق هضمه واستيعابه وهي: أولاً: إن التكنولوجيا الجديدة تتبع خط المقاومة الدنيا•ثانياً: يجري استخدام التكنولوجي لتحصيل تكنولوجيا سابقة•ثالثاً: تبدأ اتجاهات واستخدامات جديدة بالظهور نتيجة للتكنولوجيا•د ـ إن النظام التربوي القائم يخرج أجيالاً متدنية في مستوياتها التعليمية في الوقت الذي يتطلب المجتمع الآن تركيزاً على المعرفة والخبرة واكتساب المهارات•ويرى العديد من الباحثين أن هذه الثورة التقنية المعلوماتية ماهي في جوهرها إلا ثورة تربوية بالدرجة الأساس ذلك لأنه مع بروز المعرفة تصبح تنمية الموارد البشرية هي العامل الحاسم في تحديد وزن الدول والمجتمعات المعاصرة والمستقبلية، ومن ثم أصبحت التربية هي المشكلة وهي الحل، لأن الفشل في إعداد القوى البشرية القادرة على مسايرة مقومات التغيير في عصر المعلومات ومواجهة التحديات المتوقعة سيؤدي إلى فشل جهود التنمية حتى لو توافرت الموارد الطبيعية والمادية•فوظيفة التربية لدى أصحاب النظرة الثورية هي تنشئة الأفراد على درجة من الوعي والقدرة والكفاءة في تغيير واقع المجتمع والتصدي لسلبياته من أجل الوصول إلى حياة أفضل• وخير مثال على ذلك اليابان التي أعلنت في عام 6791 عن خطتها التجديدية الشاملة للوصول إلى المعلومات عام 0002 وركيزتها في ذلك النظام التعليمي•هـ ـ إن تكنولوجيا العصر المعلوماتي ليست قطاعاً يبحث في المطلق، أي ليس معزولاً عن تأثيرات قطاعات أخرى بل أن نجاحها أو فشلها مرتبطان بطريقة استجابتنا لها، وسواء أكان أحدنا يعمل في مجال يتطلب الحاسوب أم لا فإن عليه استيعاب هذه التقنية العامة لها في ظل التطور العلمي والتقني الذي تشهده حياتنا المعاصرة•إن المجتمع مابعد الصناعي ومجتمع المعلومات المعاصر هو الذي يعتمد في تطوره بشكل رئيس على المعلومات والحواسيب وشبكات الاتصال المختلفة، وسيتحول الاقتصاد العالمي المبني على الطاقة والمادة إلى اقتصاد يعتمد على المعلومات والمعرفة وأن هذا القطاع يشمل المهن والوظائف التي يقوم أصحابها بإنتاج أو خلق أو تجهير أو معالجة وتوزيع وبث المعلومات كما يرى العالم ماكلوب، خمسة أقسام رئيسة لصناعة المعرفة وهي (التعليم، البحوث والتنمية، وسائل الإعلام والاتصال، آلات المعلومات، خدمات المعلومات)• فضلاً عن ذلك فإن التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات الجديدة التي تعتمد على الإلكترونيات الدقيقة والموجهة نجو الربط بين مختلف الحواسيب والاتصالات سيؤدي إلي التسريع في تطور اقتصاديات المعلومات، وسيظل قطاع المعلومات هو البارز في المجتمعات الصناعية المتقدمة• وستبقى هذه الدول هي المتحكمة في صناعة المعلومات وتشغيلها واختزانها واسترجاعها وبثها للمستفيدين، وتحقيق الاستثمار الأمثل لها بعد أن أصبحت صناعة المعلومات صناعة قائمة بذاتها في مثل هذه الدول• فهي صناعة الـ 52 بليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينيات، والخمسين بليوناً في العقود التالية• وبذلك ستزداد الهوة بين إمكانات الدول النامية والدول الصناعية في إنتاج المعلومات ونشرها لفقر الدولة النامية بالمعلومات، وضعف البنى الوطنية للمعلومات، وافتقارها إلى الطاقات البشرية المؤهلة في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، وعدم وجود نظم معلومات وطنية وقومية كفؤة وفعالة تحقق الإفادة القصوى من هذه الثروة الحيوية واستثمارها لصالح التطور الحضاري والتنمية الشاملة في هذه البلدان•
http://www.arabcin.net/arabiaall/2000/13.html
dimanche 4 mai 2008
صناعة المعلومات الالكترونية تتحول الى صناعة فقرية اولى فى الصين
بكين 21 يونيو/ قال تشن وى نائب مدير ادارة التعامل الاقتصادى لوزارة صناعة المعلومات الصينية ان حجم صناعة المعلومات الالكترونية الصينية قد تجاوز اليابان محتلا المركز الثانى فى العالم وتحولت هذه الصناعة الى صناعة فقرية اولى فى الصين.جاء ذلك فى تصريح ادلى به تشن مؤخرا فى معرض الصين الدولى للاجهزة الالكترونية المنزلية لعام 2004 الذى اقيم فى مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ بشرق الصين.فى عام 2003, حققت صناعة المعلومات الالكترونية الصينية ايرادات قدرها 1.88 تريليون يوان / 220 مليار الى 230 مليار دولار امريكى/ بينما وصلت ايرادات صناعة المعلومات الالكترونية اليابانية الى 190 مليار دولار امريكى فقط خلال نفس الفترة. تجاوزت ايرادات صناعة المعلومات الالكترونية الصينية حجم اليابان بعد الولايات المتحدة فقط.حاليا, تطور عدد مستخدمى الهواتف الثابتة والهواتف المحمولة الى 240 مليون مستخدم محتلا المركز الاول فى العالم, واحتل عدد مستخدمى الانترنت فى الصين المركز الثالث فى العالم. كما يبقى انتاج اجهزة الفيديو الرقمى /دى فى دى/ فى صدارة العالم. الصين اكبر قاعدة لصنع انابيب الكاثود فى العالم, يزداد انتاج اجهزة التلفزيون بنسبة اكثر من 30 بالمائة.بالنسبة الى حجم الصادرات والواردات, تمثل صناعة المعلومات الالكترونية حوالى 32 بالمائة من اجمالى حجم جميع قطاعات البلاد. منها بلغ حجم الصادرات 124.1 مليار دولار امريكى ممثلا ثلث اجمالى حجم الصادرات الصينية. فتحولت صناعة المعلومات الالكترونية من صناعة التكنولوجيا الراقية الناشئة الى صناعة فقرية اولى فى الصين.خلال الفترة من يناير الى ابريل من العام الحالى, حافظت صناعة المعلومات الالكترونية على الاتجاه الجيد للنمو السريع, حققت الصناعة ايرادات قدرها 690 مليار دولار امريكى بزيادة 45.8 بالمائة, كما ازدادت الارباح ايضا بنسبة اكثر من 45 بالمائة عن الفترة المماثلة من العام الماضى, وذل اعلى بكثير عن سرعة نمو القطاعات الاخرى.خلال الفترو ما بين يناير وابريل من عام 2004, انتجت الصين 80.76 مليون هاتف محمول بزيادة 58 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضى, والمقاسم المتحكمة فى العمليات 27 مليون خط بزيادة 59 بالمائة, وازدادت اجهزة الكمبيوتر الدفترية بنسبة 93 بالمائة, كما انتجت خلال هذه الفترة 22.13 مليون جهاز تلفزيون ملون, و17.92 مليون مسجل, و12.6 مليون مسجل ستريو, و8.1 مليون مسجل فيديو, ونسبة الانتاج ونسبة التسويق اكثر من 98 بالمائة على التوالى لتصبح قوة
رئيسية هامة تدفع صناعة المعلومات الالكترونية فى الصين. / الشعب اليومية على الخط/
http://arabic.people.com.cn/31659/2586669.html
بكين 21 يونيو/ قال تشن وى نائب مدير ادارة التعامل الاقتصادى لوزارة صناعة المعلومات الصينية ان حجم صناعة المعلومات الالكترونية الصينية قد تجاوز اليابان محتلا المركز الثانى فى العالم وتحولت هذه الصناعة الى صناعة فقرية اولى فى الصين.جاء ذلك فى تصريح ادلى به تشن مؤخرا فى معرض الصين الدولى للاجهزة الالكترونية المنزلية لعام 2004 الذى اقيم فى مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ بشرق الصين.فى عام 2003, حققت صناعة المعلومات الالكترونية الصينية ايرادات قدرها 1.88 تريليون يوان / 220 مليار الى 230 مليار دولار امريكى/ بينما وصلت ايرادات صناعة المعلومات الالكترونية اليابانية الى 190 مليار دولار امريكى فقط خلال نفس الفترة. تجاوزت ايرادات صناعة المعلومات الالكترونية الصينية حجم اليابان بعد الولايات المتحدة فقط.حاليا, تطور عدد مستخدمى الهواتف الثابتة والهواتف المحمولة الى 240 مليون مستخدم محتلا المركز الاول فى العالم, واحتل عدد مستخدمى الانترنت فى الصين المركز الثالث فى العالم. كما يبقى انتاج اجهزة الفيديو الرقمى /دى فى دى/ فى صدارة العالم. الصين اكبر قاعدة لصنع انابيب الكاثود فى العالم, يزداد انتاج اجهزة التلفزيون بنسبة اكثر من 30 بالمائة.بالنسبة الى حجم الصادرات والواردات, تمثل صناعة المعلومات الالكترونية حوالى 32 بالمائة من اجمالى حجم جميع قطاعات البلاد. منها بلغ حجم الصادرات 124.1 مليار دولار امريكى ممثلا ثلث اجمالى حجم الصادرات الصينية. فتحولت صناعة المعلومات الالكترونية من صناعة التكنولوجيا الراقية الناشئة الى صناعة فقرية اولى فى الصين.خلال الفترة من يناير الى ابريل من العام الحالى, حافظت صناعة المعلومات الالكترونية على الاتجاه الجيد للنمو السريع, حققت الصناعة ايرادات قدرها 690 مليار دولار امريكى بزيادة 45.8 بالمائة, كما ازدادت الارباح ايضا بنسبة اكثر من 45 بالمائة عن الفترة المماثلة من العام الماضى, وذل اعلى بكثير عن سرعة نمو القطاعات الاخرى.خلال الفترو ما بين يناير وابريل من عام 2004, انتجت الصين 80.76 مليون هاتف محمول بزيادة 58 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضى, والمقاسم المتحكمة فى العمليات 27 مليون خط بزيادة 59 بالمائة, وازدادت اجهزة الكمبيوتر الدفترية بنسبة 93 بالمائة, كما انتجت خلال هذه الفترة 22.13 مليون جهاز تلفزيون ملون, و17.92 مليون مسجل, و12.6 مليون مسجل ستريو, و8.1 مليون مسجل فيديو, ونسبة الانتاج ونسبة التسويق اكثر من 98 بالمائة على التوالى لتصبح قوة
رئيسية هامة تدفع صناعة المعلومات الالكترونية فى الصين. / الشعب اليومية على الخط/
http://arabic.people.com.cn/31659/2586669.html
Industrie d'information ¨¦lectronique
D'abord, industrie d'information ¨¦lectronique de province de Fujian de base situation En 2004 accomplit la valeur brute du rendement industriel 136 milliard d'Yuan, occupe le national 7¨¨me ;L'augmentation en valeur 34.1 milliard d'Yuan, occupent le national 4¨¨me.Actuellement, la province enti¨¨re a entreprise ¨¦lectronique 18 qui va sur le march¨¦. Dans le monde 500 les entreprises fortes, investit l'entreprise ¨¦lectronique dans Fujian qui se fixe pour avoir 11.
Le secteur côtier de manoir chanceux devient neuf qui dans 2004 le pays le premier groupe a identifi¨¦ "l'industrie d'information ¨¦lectronique de pays base "une. Fondamentalement a form¨¦ l'ordinateur de Fuzhou dans l'industriel la disposition et son ext¨¦rieur suppose la colonie d'industrie de produit,Colonie mobile d'industrie de communication de Xiamen, le manoir chanceux Zhang colonie et prise voyantes et entendantes Fuzhou de num¨¦ro de produit d'industrie, le Xiamen deux jardins de softwares comme article principal,prise d¨¦veloppe produit de logiciel d'application principalement, le logiciel personnalis¨¦ et les insertions dactylographiez le logiciel en tant que groupe auxiliaire d'entreprise de logiciel, colonie la valeur de rendement compose approximativement la profession enti¨¨re presque 80%.
En second lieu, politique industrielle d'information ¨¦lectronique de province de Fujian conseils
Fabrication de produit d'information ¨¦lectronique de province de Fujian£¬l'industrie donnent la priorit¨¦ au domaine :
D'abord, produit et ainsi de suite le micro-ordinateur, ordinateur de cahier, r¨¦seau ordinateur, couteau, recherche de modem et d¨¦veloppement et production ;
En second lieu, le produit de communication num¨¦rique comme des mouvements le combin¨¦,la radio de commutateur de commande de programme, met en marche l'¨¦quipement net,composant de communication optique, mobile particuli¨¨rement num¨¦ral le mat¨¦riel de transmission et produit n¨¦cessaire de communication optique production et ainsi de suite ;
Troisi¨¨mement, les changements dans le tournant par le num¨¦ro,acc¨¦l¨¨re le 3C produit de fusion, la t¨¦l¨¦vision num¨¦rique, la t¨¦l¨¦vision de plasma,le moniteur d'affichage ¨¤ cristaux liquides, ¨¦clats num¨¦rotent la vid¨¦o de prononciation produit de fr¨¦quence et ainsi de suite la production composante, formes balance ¨¦conomique aussitôt que possible ;
Quatri¨¨mement, acc¨¦l¨¨re le type capacit¨¦ ¨¦lectrique, le type de morceau de morceau r¨¦sistance, le type inductance, l'affichage ¨¤ cristaux liquides de morceau moniteur, ¨¦clats le composant et ainsi de suite le nouveau dispositif primaire le d¨¦veloppement, augmente le produit entier de machine unceasingly n¨¦cessaire et les capacit¨¦s primaires d'exportation de produit de dispositif ;
Cinqui¨¨mement, acc¨¦l¨¨re le produit naissant d'information ¨¦lectronique comme illumination de semi-conducteur, l'¨¦lectron d'automobile et ainsi de suite d¨¦veloppement, Acc¨¦l¨¨re l'industrie de circuit int¨¦gr¨¦ en particulier int¨¦gr¨¦e d¨¦veloppement d'industrie de conception de circuit, Essaye franchement d'obtenir pr¨¦sente 8 pouces de morceau de circuits int¨¦gr¨¦s chaîne de production ;
Sixi¨¨mement, acc¨¦l¨¨re le centre de recherches et de d¨¦veloppement la construction,y compris la soci¨¦t¨¦ multinationale multinationale, le ¨¦tat-niveau,niveau provincial et le centre de technologie d'entreprise,au-dessus de la clef le niveau provincial de d¨¦veloppement de soutien recherche et d¨¦veloppe le central la construction.
Domaine de clef de d¨¦veloppement d'industrie de logiciel de province de Fujian :
D'abord, prenez la construction ¨¦lectronique de gouvernement en tant que rotation le point, d¨¦veloppe le logiciel d'affaires de gouvernement au lequel sert le gouvernement devenant une information a bas¨¦ la soci¨¦t¨¦;
En second lieu, en utilisant le d¨¦veloppement de sup¨¦riorit¨¦ de profession t¨¦l¨¦communication, les finances, les fonds n¨¦gociables, les finances et imposition, le transport, l'¨¦nergie ¨¦lectrique, le tabac,garanties publiques de s¨¦curit¨¦ et de soci¨¦t¨¦ et ainsi de suite la profession le logiciel d'application, le syst¨¨me d'application et applique la plateforme ;
Troisi¨¨mement, prenez les machines, l¨¦g¨¨rement les rotations et ainsi de suite le traditionnel l'industrie comme infraction, commerce ¨¦lectronique de d¨¦veloppement, pousse l'entreprise devenant une information a bas¨¦ la soci¨¦t¨¦ ;
Quatri¨¨mement, le plein affichage notre produit d'information ¨¦lectronique de province sup¨¦riorit¨¦ de industrie, le num¨¦ro de donner la priorit¨¦ voyant et produit d'audition, le produit de correspondance de r¨¦seau et la communaut¨¦ intellectualization et ainsi de suite des insertions le type logiciel ;
Cinqui¨¨mement, prenez l'application d'Internet comme tournant,logiciel de s¨¦curit¨¦ de r¨¦seau de d¨¦veloppement et le logiciel personnalis¨¦ ;Sixi¨¨mement, prenez l'int¨¦gration de syst¨¨me et l'ext¨¦rieur un paquet de service As le point cl¨¦, d¨¦veloppe l'entretien relatif de syst¨¨me et service consultatif vigoureusement.
http://www.fjfdi.com/cn/newmain.asp?yuyan=fr&menuid=24&txtid=43
D'abord, industrie d'information ¨¦lectronique de province de Fujian de base situation En 2004 accomplit la valeur brute du rendement industriel 136 milliard d'Yuan, occupe le national 7¨¨me ;L'augmentation en valeur 34.1 milliard d'Yuan, occupent le national 4¨¨me.Actuellement, la province enti¨¨re a entreprise ¨¦lectronique 18 qui va sur le march¨¦. Dans le monde 500 les entreprises fortes, investit l'entreprise ¨¦lectronique dans Fujian qui se fixe pour avoir 11.
Le secteur côtier de manoir chanceux devient neuf qui dans 2004 le pays le premier groupe a identifi¨¦ "l'industrie d'information ¨¦lectronique de pays base "une. Fondamentalement a form¨¦ l'ordinateur de Fuzhou dans l'industriel la disposition et son ext¨¦rieur suppose la colonie d'industrie de produit,Colonie mobile d'industrie de communication de Xiamen, le manoir chanceux Zhang colonie et prise voyantes et entendantes Fuzhou de num¨¦ro de produit d'industrie, le Xiamen deux jardins de softwares comme article principal,prise d¨¦veloppe produit de logiciel d'application principalement, le logiciel personnalis¨¦ et les insertions dactylographiez le logiciel en tant que groupe auxiliaire d'entreprise de logiciel, colonie la valeur de rendement compose approximativement la profession enti¨¨re presque 80%.
En second lieu, politique industrielle d'information ¨¦lectronique de province de Fujian conseils
Fabrication de produit d'information ¨¦lectronique de province de Fujian£¬l'industrie donnent la priorit¨¦ au domaine :
D'abord, produit et ainsi de suite le micro-ordinateur, ordinateur de cahier, r¨¦seau ordinateur, couteau, recherche de modem et d¨¦veloppement et production ;
En second lieu, le produit de communication num¨¦rique comme des mouvements le combin¨¦,la radio de commutateur de commande de programme, met en marche l'¨¦quipement net,composant de communication optique, mobile particuli¨¨rement num¨¦ral le mat¨¦riel de transmission et produit n¨¦cessaire de communication optique production et ainsi de suite ;
Troisi¨¨mement, les changements dans le tournant par le num¨¦ro,acc¨¦l¨¨re le 3C produit de fusion, la t¨¦l¨¦vision num¨¦rique, la t¨¦l¨¦vision de plasma,le moniteur d'affichage ¨¤ cristaux liquides, ¨¦clats num¨¦rotent la vid¨¦o de prononciation produit de fr¨¦quence et ainsi de suite la production composante, formes balance ¨¦conomique aussitôt que possible ;
Quatri¨¨mement, acc¨¦l¨¨re le type capacit¨¦ ¨¦lectrique, le type de morceau de morceau r¨¦sistance, le type inductance, l'affichage ¨¤ cristaux liquides de morceau moniteur, ¨¦clats le composant et ainsi de suite le nouveau dispositif primaire le d¨¦veloppement, augmente le produit entier de machine unceasingly n¨¦cessaire et les capacit¨¦s primaires d'exportation de produit de dispositif ;
Cinqui¨¨mement, acc¨¦l¨¨re le produit naissant d'information ¨¦lectronique comme illumination de semi-conducteur, l'¨¦lectron d'automobile et ainsi de suite d¨¦veloppement, Acc¨¦l¨¨re l'industrie de circuit int¨¦gr¨¦ en particulier int¨¦gr¨¦e d¨¦veloppement d'industrie de conception de circuit, Essaye franchement d'obtenir pr¨¦sente 8 pouces de morceau de circuits int¨¦gr¨¦s chaîne de production ;
Sixi¨¨mement, acc¨¦l¨¨re le centre de recherches et de d¨¦veloppement la construction,y compris la soci¨¦t¨¦ multinationale multinationale, le ¨¦tat-niveau,niveau provincial et le centre de technologie d'entreprise,au-dessus de la clef le niveau provincial de d¨¦veloppement de soutien recherche et d¨¦veloppe le central la construction.
Domaine de clef de d¨¦veloppement d'industrie de logiciel de province de Fujian :
D'abord, prenez la construction ¨¦lectronique de gouvernement en tant que rotation le point, d¨¦veloppe le logiciel d'affaires de gouvernement au lequel sert le gouvernement devenant une information a bas¨¦ la soci¨¦t¨¦;
En second lieu, en utilisant le d¨¦veloppement de sup¨¦riorit¨¦ de profession t¨¦l¨¦communication, les finances, les fonds n¨¦gociables, les finances et imposition, le transport, l'¨¦nergie ¨¦lectrique, le tabac,garanties publiques de s¨¦curit¨¦ et de soci¨¦t¨¦ et ainsi de suite la profession le logiciel d'application, le syst¨¨me d'application et applique la plateforme ;
Troisi¨¨mement, prenez les machines, l¨¦g¨¨rement les rotations et ainsi de suite le traditionnel l'industrie comme infraction, commerce ¨¦lectronique de d¨¦veloppement, pousse l'entreprise devenant une information a bas¨¦ la soci¨¦t¨¦ ;
Quatri¨¨mement, le plein affichage notre produit d'information ¨¦lectronique de province sup¨¦riorit¨¦ de industrie, le num¨¦ro de donner la priorit¨¦ voyant et produit d'audition, le produit de correspondance de r¨¦seau et la communaut¨¦ intellectualization et ainsi de suite des insertions le type logiciel ;
Cinqui¨¨mement, prenez l'application d'Internet comme tournant,logiciel de s¨¦curit¨¦ de r¨¦seau de d¨¦veloppement et le logiciel personnalis¨¦ ;Sixi¨¨mement, prenez l'int¨¦gration de syst¨¨me et l'ext¨¦rieur un paquet de service As le point cl¨¦, d¨¦veloppe l'entretien relatif de syst¨¨me et service consultatif vigoureusement.
http://www.fjfdi.com/cn/newmain.asp?yuyan=fr&menuid=24&txtid=43
mardi 22 avril 2008
Le marché de l’information brevets : acteurs et tendances
7 mars 2008
Collection "les marchés de l’information professionnelle" Un panorama des marchés de l’information brevets qui vous permettra de : Anticiper sur les évolutions qui vont dans les trois prochaines années modifier en profondeur les logiques d’accès à l’information brevets Comprendre le positionnement et les stratégies des acteurs présents sur les marchés de l’information brevets Disposer d’un panorama à jour des outils de traitement de l’information brevets structuré par une typologie claire : quels outils pour quels usages ? Comprendre comment les outils d’accès à l’information brevets s’insèrent de plus en plus directement sur le « workflow » des services en charge de la propriété industrielle Comprendre les pratiques et les attentes des usagers de l’information brevets
LexisNexis lance le service Total Patent ; Questel.orbit lance la commercialisation d’un outil analytique puissant (développé par Bayer) traitant les corpus de brevets ; l’INPI modifie en profondeur les logiques de diffusion de l’information brevets pour privilégier l’accès ouvert et gratuit à toutes ses bases brevets : l’actualité de ces derniers mois a été particulièrement dense dans le secteur de l’information brevets.
Cette actualité brevets est le reflet de mutations profondes qui ne vont pas sans gérer des tensions entre acteurs publics et privés des marchés de l’information brevets. Ces mutations sont multiformes. L’évolution des systèmes de brevets (Convention de Londres, qui vient d’être ratifiée par la France ; réforme du système de brevet américain ; nouvelle classification internationale ; Web 2.0) a et aura un impact direct sur la forme et la qualité de l’information brevets disponible. La montée en puissance des services de diffusion gratuite de l’information brevets crée de vives tensions avec les fournisseurs de services payants et obligent ceux-ci à innover pour introduire toujours plus de valeur ajoutée dans leurs services en ligne. Les accès aux sources d’information brevets doivent aujourd’hui se greffer directement sur le « workflow » entièrement numérique du processus de gestion de la propriété industrielle. L’arrivée à maturité industrielle d’outils analytiques puissants pouvant détecter tendances et corrélations aux seins de vastes corpus de brevets renouvelle les problématiques de veille technologique et concurrentielle dont l’information brevets est la matière première. L’accent mis aujourd’hui par les décideurs sur l’importance du patrimoine immatériel et sur l’économie de l’innovation est potentiellement porteur d’un élargissement important de l’audience de l’information brevets, pourvu que les services mis à disposition des usagers soient conviviaux mais aussi puissants.
Objectifs de l’étude L’étude proposée par le GFII vise à répondre aux questions essentielles que se posent tout ceux qui sont partie prenante dans cette mutation des marchés et usages de l’information brevets : usagers actuels et potentiels de l’information brevets, responsables de service de gestion de la propriété industrielle, départements « information » des offices de brevets, fournisseurs de services en ligne et d’outils d’exploitation de l’information brevets. On citera parmi ces questions vives :
Quel sera l’impact sur l’information brevets disponible des mutations en cours des systèmes de brevets internationaux ? Quelles seront les évolutions à moyen terme (3 ans) des politiques de diffusion de l’information des Offices de brevets et comment s’articulent-elles sur l’évolution des services payants ? Quelles sont aujourd’hui les positions de marché et les stratégies des principaux acteurs de la diffusion en ligne payante de bases de données brevets ? Quelle est la taille des marchés de l’information brevets dans les principales économies développées et comment ce marché évolue-t-il ? Alors que des outils d’exploitation de l’information brevets se multiplient comment appréhender cette offre nouvelle dans le cadre d’une grille d’analyse fonctionnelle ? Quelles sont les pratiques et les attentes des usagers de l’information brevets et quels arbitrages font-ils entre services gratuits et services payants ?
http://www.gfii.asso.fr/article.php3?id_article=2321
7 mars 2008
Collection "les marchés de l’information professionnelle" Un panorama des marchés de l’information brevets qui vous permettra de : Anticiper sur les évolutions qui vont dans les trois prochaines années modifier en profondeur les logiques d’accès à l’information brevets Comprendre le positionnement et les stratégies des acteurs présents sur les marchés de l’information brevets Disposer d’un panorama à jour des outils de traitement de l’information brevets structuré par une typologie claire : quels outils pour quels usages ? Comprendre comment les outils d’accès à l’information brevets s’insèrent de plus en plus directement sur le « workflow » des services en charge de la propriété industrielle Comprendre les pratiques et les attentes des usagers de l’information brevets
LexisNexis lance le service Total Patent ; Questel.orbit lance la commercialisation d’un outil analytique puissant (développé par Bayer) traitant les corpus de brevets ; l’INPI modifie en profondeur les logiques de diffusion de l’information brevets pour privilégier l’accès ouvert et gratuit à toutes ses bases brevets : l’actualité de ces derniers mois a été particulièrement dense dans le secteur de l’information brevets.
Cette actualité brevets est le reflet de mutations profondes qui ne vont pas sans gérer des tensions entre acteurs publics et privés des marchés de l’information brevets. Ces mutations sont multiformes. L’évolution des systèmes de brevets (Convention de Londres, qui vient d’être ratifiée par la France ; réforme du système de brevet américain ; nouvelle classification internationale ; Web 2.0) a et aura un impact direct sur la forme et la qualité de l’information brevets disponible. La montée en puissance des services de diffusion gratuite de l’information brevets crée de vives tensions avec les fournisseurs de services payants et obligent ceux-ci à innover pour introduire toujours plus de valeur ajoutée dans leurs services en ligne. Les accès aux sources d’information brevets doivent aujourd’hui se greffer directement sur le « workflow » entièrement numérique du processus de gestion de la propriété industrielle. L’arrivée à maturité industrielle d’outils analytiques puissants pouvant détecter tendances et corrélations aux seins de vastes corpus de brevets renouvelle les problématiques de veille technologique et concurrentielle dont l’information brevets est la matière première. L’accent mis aujourd’hui par les décideurs sur l’importance du patrimoine immatériel et sur l’économie de l’innovation est potentiellement porteur d’un élargissement important de l’audience de l’information brevets, pourvu que les services mis à disposition des usagers soient conviviaux mais aussi puissants.
Objectifs de l’étude L’étude proposée par le GFII vise à répondre aux questions essentielles que se posent tout ceux qui sont partie prenante dans cette mutation des marchés et usages de l’information brevets : usagers actuels et potentiels de l’information brevets, responsables de service de gestion de la propriété industrielle, départements « information » des offices de brevets, fournisseurs de services en ligne et d’outils d’exploitation de l’information brevets. On citera parmi ces questions vives :
Quel sera l’impact sur l’information brevets disponible des mutations en cours des systèmes de brevets internationaux ? Quelles seront les évolutions à moyen terme (3 ans) des politiques de diffusion de l’information des Offices de brevets et comment s’articulent-elles sur l’évolution des services payants ? Quelles sont aujourd’hui les positions de marché et les stratégies des principaux acteurs de la diffusion en ligne payante de bases de données brevets ? Quelle est la taille des marchés de l’information brevets dans les principales économies développées et comment ce marché évolue-t-il ? Alors que des outils d’exploitation de l’information brevets se multiplient comment appréhender cette offre nouvelle dans le cadre d’une grille d’analyse fonctionnelle ? Quelles sont les pratiques et les attentes des usagers de l’information brevets et quels arbitrages font-ils entre services gratuits et services payants ?
http://www.gfii.asso.fr/article.php3?id_article=2321
L'industrie de l'information
Qu'est-ce qui fait qu'une information devient une nouvelle et pourquoi ? Qui décide des reportages et de leur angle ? Quels défis doivent relever les journalistes, et dans quelle mesure cela influence-t-il l'information écrite et télévisée dont nous disposons ?
« Le positif ne vend pas ! Qui voudrait acheter un journal pour lire un article sur un jeune qui fait du bénévolat ou qui tout simplement a du plaisir ? Pas grand monde. Ils vont préférer dépenser leur argent sur quelque chose de plus important, comme la guerre ou le vandalisme des jeunes. »Le café étudiant, forum de discussion pour les jeunes du Réseau Éducation-MédiasComprendre comment se font la sélection et la mise en forme des nouvelles permet de saisir pourquoi les clichés et les stéréotypes s'y glissent aisément.
Des stéréotypes qui peuvent être changés, si on sait comment fonctionne l'industrie de l'information et qu'on découvre du même coup les bons moyens pour entrer en contact avec ses artisans.
Qu'est-ce qu'une nouvelle ?
La différence entre information et divertissement.
Qui fait quoi ?
Le rôle du journaliste et du rédacteur en chef dans l'élaboration des nouvelles.
Quels défis doivent relever les journalistes ?
Les impératifs de temps et d'argent influencent l'information qu'on nous propose.
http://www.media-awareness.ca/francais/projets_speciaux/trousse_medias/industrie_information/index.cfm
Qu'est-ce qui fait qu'une information devient une nouvelle et pourquoi ? Qui décide des reportages et de leur angle ? Quels défis doivent relever les journalistes, et dans quelle mesure cela influence-t-il l'information écrite et télévisée dont nous disposons ?
« Le positif ne vend pas ! Qui voudrait acheter un journal pour lire un article sur un jeune qui fait du bénévolat ou qui tout simplement a du plaisir ? Pas grand monde. Ils vont préférer dépenser leur argent sur quelque chose de plus important, comme la guerre ou le vandalisme des jeunes. »Le café étudiant, forum de discussion pour les jeunes du Réseau Éducation-MédiasComprendre comment se font la sélection et la mise en forme des nouvelles permet de saisir pourquoi les clichés et les stéréotypes s'y glissent aisément.
Des stéréotypes qui peuvent être changés, si on sait comment fonctionne l'industrie de l'information et qu'on découvre du même coup les bons moyens pour entrer en contact avec ses artisans.
Qu'est-ce qu'une nouvelle ?
La différence entre information et divertissement.
Qui fait quoi ?
Le rôle du journaliste et du rédacteur en chef dans l'élaboration des nouvelles.
Quels défis doivent relever les journalistes ?
Les impératifs de temps et d'argent influencent l'information qu'on nous propose.
http://www.media-awareness.ca/francais/projets_speciaux/trousse_medias/industrie_information/index.cfm
lundi 21 avril 2008
صناعة المعلومات الإلكترونية
2004-02-05 15:30:20.0صناعة المعلومات الإلكترونية10012088404قضية طيران الفضاء وصناعات التكنولوجيا العالية والجديدة/enpproperty-->
حسب الإحصاء، يأتي عدد المواطنين الذين يتصلون بالشبكة لمدة ساعة على الأقل في الأسبوع بالمعدل في المركز الثالث في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان. وحتى نهاية عام 2002، وصل عدد مستخدمي الإنترنت 1ر59 مليون. ابتداء من النصف الثاني لعام 2001، يزداد عدد المواقع العنكبوتية باستمرار، حتى وصل عددها في الصين اليوم إلى قرابة 000ر300. وصارت صناعة المعلومات اليوم صناعة فقرية أولى للصناعة الصينية. أظهرت المعلومات المعنية: أن كلا من قيمة حجم إنتاج صناعة الإلكترونيات وصنع أجهزة الاتصالات وقيمة مبيعاتها وحالة أرباحها، تجاوز المهن التقليدية, واحتلت صناعة المعلومات المركز الأول بين مختلف المهن, فقدمت مساهمات أكبر في النمو الاقتصادي الوطني.
البريد والبرق جزء هام من صناعة المعلومات. عبر عشرات السنين من البناء والتنمية، تشكلت من حيث الأساس شبكة البريد والبرق الصينية التي تتصل بالمدن والأرياف الواسعة وتنتشر في كل أرجاء البلاد وتتشعب في كل الاتجاهات باتخاذ العاصمة بكين والمدن الرئيسية مراكز لها. وحتى نهاية 2002، بلغ عدد مكاتب ومراكز البريد في كل البلاد أكثر من 70 ألفا، وعدد مكاتب ومراكز البريد التي تقدم الخدمات في جميع وظائف البريد أكثر من 20 ألفا - يشكل أكثر من 28٪ من مجموع مكاتب ومراكز البريد والبرق.
وفي ناحية بناء الشبكة البريدية، تم إنشاء شبكة اتصالات أساسية كبيرة السعة وعالية السرعة تغطي البلاد كلها باعتبار الكابلات البصرية قواما والأقمار الصناعية والموجات الدقيقة الرقمية مساعدا. وفي عام 1998، تم إنشاء شبكة الكابلات البصرية الرئيسية على شكل شبكة مربعة عابرة لأربعة اتجاهات في الصين بـ"8 مساطر أفقية و8 مساطر عمودية"، بحيث اتصلت جميع حواضر المقاطعات وأكثر من 90٪ من المحافظات والمدن. في الوقت الحاضر، يمر أكثر من خطين من الكابلات البصرية بكل حاضرة مقاطعة باستثناء مدينة لاسا بالتبت. وفي نهاية عام 2002، بلغ طول الكابلات البصرية الإجمالية في البلاد كلها 25ر2 مليون كيلومتر. ووصلت الكابلات البصرية إلى النواحي والبلدات والأحياء والمباني في المناطق الساحلية والداخلية المتطورة الاقتصاد، وصارت وسيلة رئيسية لنقل المعلومات. وتم إنشاء محطات أرضية للاتصالات بالأقمار الصناعية في جميع المقاطعات. وبلغ عدد الدوائر الكهربائية للأقمار الصناعية أكثر من 20 ألفا. ووصل طول دوائر الموجات الدقيقة الرقمية أكثر من 60 ألف كيلومتر. وفي نفس الوقت، شاركت الصين في بناء كابلات بصرية برية وكابلات بصرية دولية تحت قاع البحر، مثل الكابلات البحرية بين الصين واليابان وبين الصين وجمهورية كوريا والكابلات البصرية تحت قاع البحر بين آسيا وأوربا والكابلات البصرية البرية بين آسيا وأوربا وبين الصين وروسيا وغيرها، وطول الكابلات البصرية البرية بين آسيا وأوربا 000ر27 كيلومتر- الصين هي التي اقترحت بناءها, وتمتد من مدينة شانغهاي الصينية شرقا إلى فرانكفورت الألمانية غربا، وتمر عبر20 دولة، وهي أطول شبكة كابلات بصرية برية في العالم. والآن، قد فتحت أكثر من 200 دولة ومنطقة أعمال خدمات الاتصالات مع الصين.
وفي نهاية عام 2002، بلغ مجمل حجم سعة السنترالات 284 مليون هاتف, ووصل عدد مستخدمي الهواتف إلى42ر214 مليون. وفتحت السنترالات المبرمجة في جميع المدن على مستوى فوق المحافظة في البلاد كلها وبلغت نسبة البرمجة 8ر99٪. ووصل مجمل عدد الدوائر الكهربائية للهواتف الطويلة المسافة 000ر782ر5، ونسبة الهواتف الأوتوماتيكية 100٪.
في عام 1987، فتحت الصين خدمات الاتصالات المنقولة، وشهدت هذه الخدمات تطورا جياشا بعد عام 1990. وبلغ معدل نموها السنوي أكثر من 100٪. وحتى نهاية عام 2002، غطت شبكة الهواتف المنقولة جميع المدن الكبيرة والمتوسطة وأكثر من 2000 مدينة صغيرة وبلدة في الصين. وبلغ عدد مستخدمي الهواتف المنقولة في البلاد كلها 62ر206 مليون، كما تحقق الاتصال بالهواتف المنقولة مع أكثر من 120 دولة ومنطقة.
في عام 1992، بدأت الصين في بناء شبكة اتصالات رقمية عمومية على نطاق كبير. وفي الوقت الحاضر، تشكلت شبكة اتصالات معلوماتية رقمية عمومية بصورة أولية باتخاذ شبكة المعلومات بتبادل الجماعات وشبكة المعلومات الرقمية وشبكة الإنترنت وشبكة الاتصالات المتعددة الوسائط وشبكة الترحيل قواما، تغطي أكثر من 90٪ من المحافظات والمدن. وبلغ حجم الاتصالات610 آلاف طرف, وصارت إحدى أكبر الشبكات العامة لاتصالات المعلومات الرقمية في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، تبذل الصين الجهود في أعمال البريد والبرق الدولي، مما سد حاجات الانفتاح على العالم الخارجي من حيث الأساس.
في فترة "الخطة الخمسية العاشرة" (2001 -2005)، سيتضاعف حجم شبكة الهواتف العمومية, وسيصل عدد المشتركين فيها إلى 200 مليون حتى300 مليون، وتقدم إلى الأرياف والمناطق النائية بالإضافة إلى الخدمات العادية، خدمات شبكة الإنترنت, والأخيرة ستكون مجال النمو الرئيسي. وتستمر الاتصالات المنقولة في نموها السريع، إذ سيصل عدد المشتركين إلى 300 مليون. وتشهد شبكة الإنترنت والخدمات المتبادلة تطورا سريعا, وسيصل عدد المشتركين أيضا إلى أكثر من 200 مليون. ستتطور شبكة الموجة العريضة فائقة السرعة للمعلومات العمومية من الجيل الجديد تطورا سريعا باعتبار تقنيةIP قاعدة. وسيتم تعميم واستخدام الشؤون التجارية الإلكترونية والتعليم البعيد المسافة ومختلف الوسائل الرقمية الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالشبكة. وستستمر شبكة الإذاعات والتلفزيونات في تطورها
السريع. وبحلول عام 2005، سيتجاوز عدد المشتركين 200 مليون, فيتحقق هدف "وصول الإذاعة والتلفزيون إلى كل قرية" في الصين.
http://arabic.china.org.cn/china/archive/china03/txt/2004-02/05/content_2100780.htm
2004-02-05 15:30:20.0صناعة المعلومات الإلكترونية10012088404قضية طيران الفضاء وصناعات التكنولوجيا العالية والجديدة/enpproperty-->
حسب الإحصاء، يأتي عدد المواطنين الذين يتصلون بالشبكة لمدة ساعة على الأقل في الأسبوع بالمعدل في المركز الثالث في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان. وحتى نهاية عام 2002، وصل عدد مستخدمي الإنترنت 1ر59 مليون. ابتداء من النصف الثاني لعام 2001، يزداد عدد المواقع العنكبوتية باستمرار، حتى وصل عددها في الصين اليوم إلى قرابة 000ر300. وصارت صناعة المعلومات اليوم صناعة فقرية أولى للصناعة الصينية. أظهرت المعلومات المعنية: أن كلا من قيمة حجم إنتاج صناعة الإلكترونيات وصنع أجهزة الاتصالات وقيمة مبيعاتها وحالة أرباحها، تجاوز المهن التقليدية, واحتلت صناعة المعلومات المركز الأول بين مختلف المهن, فقدمت مساهمات أكبر في النمو الاقتصادي الوطني.
البريد والبرق جزء هام من صناعة المعلومات. عبر عشرات السنين من البناء والتنمية، تشكلت من حيث الأساس شبكة البريد والبرق الصينية التي تتصل بالمدن والأرياف الواسعة وتنتشر في كل أرجاء البلاد وتتشعب في كل الاتجاهات باتخاذ العاصمة بكين والمدن الرئيسية مراكز لها. وحتى نهاية 2002، بلغ عدد مكاتب ومراكز البريد في كل البلاد أكثر من 70 ألفا، وعدد مكاتب ومراكز البريد التي تقدم الخدمات في جميع وظائف البريد أكثر من 20 ألفا - يشكل أكثر من 28٪ من مجموع مكاتب ومراكز البريد والبرق.
وفي ناحية بناء الشبكة البريدية، تم إنشاء شبكة اتصالات أساسية كبيرة السعة وعالية السرعة تغطي البلاد كلها باعتبار الكابلات البصرية قواما والأقمار الصناعية والموجات الدقيقة الرقمية مساعدا. وفي عام 1998، تم إنشاء شبكة الكابلات البصرية الرئيسية على شكل شبكة مربعة عابرة لأربعة اتجاهات في الصين بـ"8 مساطر أفقية و8 مساطر عمودية"، بحيث اتصلت جميع حواضر المقاطعات وأكثر من 90٪ من المحافظات والمدن. في الوقت الحاضر، يمر أكثر من خطين من الكابلات البصرية بكل حاضرة مقاطعة باستثناء مدينة لاسا بالتبت. وفي نهاية عام 2002، بلغ طول الكابلات البصرية الإجمالية في البلاد كلها 25ر2 مليون كيلومتر. ووصلت الكابلات البصرية إلى النواحي والبلدات والأحياء والمباني في المناطق الساحلية والداخلية المتطورة الاقتصاد، وصارت وسيلة رئيسية لنقل المعلومات. وتم إنشاء محطات أرضية للاتصالات بالأقمار الصناعية في جميع المقاطعات. وبلغ عدد الدوائر الكهربائية للأقمار الصناعية أكثر من 20 ألفا. ووصل طول دوائر الموجات الدقيقة الرقمية أكثر من 60 ألف كيلومتر. وفي نفس الوقت، شاركت الصين في بناء كابلات بصرية برية وكابلات بصرية دولية تحت قاع البحر، مثل الكابلات البحرية بين الصين واليابان وبين الصين وجمهورية كوريا والكابلات البصرية تحت قاع البحر بين آسيا وأوربا والكابلات البصرية البرية بين آسيا وأوربا وبين الصين وروسيا وغيرها، وطول الكابلات البصرية البرية بين آسيا وأوربا 000ر27 كيلومتر- الصين هي التي اقترحت بناءها, وتمتد من مدينة شانغهاي الصينية شرقا إلى فرانكفورت الألمانية غربا، وتمر عبر20 دولة، وهي أطول شبكة كابلات بصرية برية في العالم. والآن، قد فتحت أكثر من 200 دولة ومنطقة أعمال خدمات الاتصالات مع الصين.
وفي نهاية عام 2002، بلغ مجمل حجم سعة السنترالات 284 مليون هاتف, ووصل عدد مستخدمي الهواتف إلى42ر214 مليون. وفتحت السنترالات المبرمجة في جميع المدن على مستوى فوق المحافظة في البلاد كلها وبلغت نسبة البرمجة 8ر99٪. ووصل مجمل عدد الدوائر الكهربائية للهواتف الطويلة المسافة 000ر782ر5، ونسبة الهواتف الأوتوماتيكية 100٪.
في عام 1987، فتحت الصين خدمات الاتصالات المنقولة، وشهدت هذه الخدمات تطورا جياشا بعد عام 1990. وبلغ معدل نموها السنوي أكثر من 100٪. وحتى نهاية عام 2002، غطت شبكة الهواتف المنقولة جميع المدن الكبيرة والمتوسطة وأكثر من 2000 مدينة صغيرة وبلدة في الصين. وبلغ عدد مستخدمي الهواتف المنقولة في البلاد كلها 62ر206 مليون، كما تحقق الاتصال بالهواتف المنقولة مع أكثر من 120 دولة ومنطقة.
في عام 1992، بدأت الصين في بناء شبكة اتصالات رقمية عمومية على نطاق كبير. وفي الوقت الحاضر، تشكلت شبكة اتصالات معلوماتية رقمية عمومية بصورة أولية باتخاذ شبكة المعلومات بتبادل الجماعات وشبكة المعلومات الرقمية وشبكة الإنترنت وشبكة الاتصالات المتعددة الوسائط وشبكة الترحيل قواما، تغطي أكثر من 90٪ من المحافظات والمدن. وبلغ حجم الاتصالات610 آلاف طرف, وصارت إحدى أكبر الشبكات العامة لاتصالات المعلومات الرقمية في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، تبذل الصين الجهود في أعمال البريد والبرق الدولي، مما سد حاجات الانفتاح على العالم الخارجي من حيث الأساس.
في فترة "الخطة الخمسية العاشرة" (2001 -2005)، سيتضاعف حجم شبكة الهواتف العمومية, وسيصل عدد المشتركين فيها إلى 200 مليون حتى300 مليون، وتقدم إلى الأرياف والمناطق النائية بالإضافة إلى الخدمات العادية، خدمات شبكة الإنترنت, والأخيرة ستكون مجال النمو الرئيسي. وتستمر الاتصالات المنقولة في نموها السريع، إذ سيصل عدد المشتركين إلى 300 مليون. وتشهد شبكة الإنترنت والخدمات المتبادلة تطورا سريعا, وسيصل عدد المشتركين أيضا إلى أكثر من 200 مليون. ستتطور شبكة الموجة العريضة فائقة السرعة للمعلومات العمومية من الجيل الجديد تطورا سريعا باعتبار تقنيةIP قاعدة. وسيتم تعميم واستخدام الشؤون التجارية الإلكترونية والتعليم البعيد المسافة ومختلف الوسائل الرقمية الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالشبكة. وستستمر شبكة الإذاعات والتلفزيونات في تطورها
السريع. وبحلول عام 2005، سيتجاوز عدد المشتركين 200 مليون, فيتحقق هدف "وصول الإذاعة والتلفزيون إلى كل قرية" في الصين.
http://arabic.china.org.cn/china/archive/china03/txt/2004-02/05/content_2100780.htm
دراسة حول صناعة المعلومات في المملكة العربية السعودية
دراسة حول صناعة المعلومات في المملكة العربية السعوديةالمقدمة :تعد صناعة المعلومات من أهم المؤشرات الحيوية على الوعي المعلوماتي في أي دولة من الدول ، إذ يقاس تقدم الأمم بمدى قدرتها على جمع المعلومات وتنظيمها ومعالجتها وإخراجها في قالب يخدم الفئات المستهدفة على كافة الأصعدة. وتتأكد أهمية هذه الصناعة في هذا العصر الذي يطلق عليه ( عصر المعلومات ) حيث تزداد الحاجة إلى التوظيف الأمثل للمعلومة من خلال إنتاجها وتجهيزها وتسويقها بشكل يلبي احتياجات المستفيدين . ومن الملاحظ أن المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة العربية السعودية بدأت تركز في الآونة الأخيرة على صناعة المعلومات ، بما في ذلك إنشاء نظم وقواعد المعلومات المختلفة ، وتطوير البرامج التقنية وتطويعها، وتوظيف التقنية في تقديم خدمات المعلومات المتنوعة ، وتبني برامج البحوث والتطوير ، والاستشارات ، وبرامج التعليم والتدريب ، ودعم التأليف والترجمة والطباعة والنشر، وغير ذلك من أوجه النشاطات الأخرى التي تندرج تحت مظلة الصناعة المعلوماتية بمفهومها الواسع ، وتشكل البنية والتجهيزات الأساسية لهذه الصناعة الحيوية. الأمر الذي يوحي بأن تلك المؤسسات قد تخطت مرحلة التنظيم والمعالجة إلى مرحلة صناعة المعلومات ، واستطاعت خلال المسيرة التي قطعتها تحقيق إنجازات ملموسة في هذا الصدد . إلا أن الإشكالية هنا تكمن في ضعف التكامل والتنسيق بين تلك المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات ، وذلك نظراً لتشتت الإمكانات ، وتبعثر الجهود . وقد لمس الباحث من خلال معايشته للواقع أن كل جهة تعمل وتخطط بمعزل عما يدور في الجهات الأخرى ، وبذلك حل التنافس والتنافر محل الاتحاد والتكامل، وطغت المصلحة الفردية على المصلحة العامة ، وظهرت على الساحة مشروعات مكررة ، مما ترتب عليه إهدار الأموال والجهود فيما لا طائل تحته . ولم تعد الاستفادة من تلك الجهود الفردية بالشكل المطلوب، حيث إنه ينقصها روح التعاون والتخطيط على المستوى الوطني . مشكلة الدراسة ( خلفية الموضوع وأهميته ) :توحي الحقيقة التي وضحتها السطور السابقة بوجود مشكلة ملحة تستدعي سبر غورها، ووضعها تحت مجهر البحث العلمي . فهي تشكل ظاهرة غير صحية، وقد أثارت هذه الظاهرة انتباه الباحث ، وأشعلت همته لدراستها . وبالتالي نشأت فكرة هذا المشروع الذي يتبنى مبدأ التعاون والتنسيق كحل للمشكلة القائمة ، ويؤكد على أهمية التخطيط الوطني للصناعة المعلوماتية من خلال العمل تحت مظلة جهة رائدة تعمل على تظافر الجهود ، وتقليص حجم العمل بشكل انفرادي ، وتنظيم الوضع الراهن لهذه الصناعة المهمة ، وإيجاد البدائل والحلول للصعوبات التي قد تعرقل مسيرة المشروع التعاوني الذي تبناه الباحث في الدراسة الحالية . ومما يعزز من أهمية الموضوع محط البحث عدم وضوح الرؤية لدى البعض تجاهه ، وذلك بسبب نــدرة الــدراسات العلمية حوله ، مما أوجد حافزاً لدراسة هذا الموضوع ، والسيطرة على أبعاده الواسعة . ويمكن أن يتأتى هذا من خلال معرفة الدور الذي تقوم به مؤسسات المعلومات في المملكة في دعم الصناعة المعلوماتية ، ومدى إسهامها في تقديم الخدمات ، وما تمارسه من الأنشطة ذات الصلة بإنتاج المعلومات وتنظيمها وتحليلها وتوثيقها ، ومن ثم إتاحتها للراغبين فيها . وكذلك تقصي الجهود والمحاولات المبذولة لإيجاد نوع من التكامل في هذا المضمار ، ودراسة أبرز النماذج والممارسات الحالية التعاونية والتنسيقية ( إن وجدت ) ، وبيان ما قد تعانيه من مشكلات تحد من انطلاقتها ، وأيضاً معرفة التطلعات المستقبلية في هذا المجال . وأخيراً الخروج برؤية تحدد المسار المقترح لتكامل الجهود المبذولة لدى المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات في المملكة في ضوء خطة إستراتيجية وطنية . ولاشك أن المعلومات ثروة وطنية شأنها شأن الثروات الأخرى التي ينعم بها المجتمع من طبيعية وبشرية وصناعية وزراعية وغيرها ، بل إن المعلومات تعد بمثابة الشريان الحيوي للحياة المعاصرة ، والدعامة الرئيسة لصنع القرار سياسياً واجتماعياً وعسكرياً. لقد أصبح التوجه العالمي للمكتبات ومراكز المعلومات في الوقت الراهن نحو الاندماج في مشاركات جماعية على شكل تكتلات أو اتحادات أو شبكات تضمن العمل المشترك وتقضي على أسلوب العمل الفردي ، وبذلك يمكن المشاركة في الموارد مع انخفاض التكلفة . ويمثل هذا الأسلوب الجماعي روح العصر بما يمتاز به من تعقيدات ، وارتفاع النفقات ، وشح الموارد المالية ؛ إذ ثبت أن الجهود الفردية أقل نفعاً وأكثر تكلفة ؛ فضلاً عن أن الأسلوب المشار إليه يمنع تكرار الجهود في كل مكتبة على حدة ، ويحفز على توزيع الأعباء على جميع المشاركين.. الأمر الذي يعزز أهمية التخطيط لمثل تلك المشروعات التكاملية التي تقوم على مبدأ المشاركة في المصادر وتبادل الخبرات ، وتقديم خدمات معلومات متميزة للمستفيدين ، والإسهام في إرساء الدعائم الأساسية لقيام منظومة المعلومات الوطنية ، وتأسيس البذرة الأولى لصناعة المعلومات في الدولة ، وهذا هو محور اهتمام هذه الدراسة .أهداف الدراسة :تسعى الدراسة الحالية إلى معرفة مدى إسهام مؤسسات المعلومات في المملكة في دعم الصناعة المعلوماتية ، ومدى توظيف تقنية الحاسب في تجهيز الخدمات، وبخاصة في مجالات المعالجة الفنية ، والخدمات المرجعية ، والضبط الببليوجرافي ، والإحاطة الجارية، وتطويع التقنية ، وصناعة النشر العلمي ؛ إضافة إلى معرفة مدى وجود تكامل وتنسيق بين المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات . ويمكن تحقيق هذا الهدف الرئيس من خلال مجموعة أهداف فرعية يمكن تلخيص أبرزها في الآتي :1- التعرف إلى الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة ، من حيث تحديد حجم الدور الذي تقوم به كل مؤسسة من المؤسسات المشاركة في مجتمع الدراسة فيما يتعلق بإنتاج المعلومات ، وتجهيزها ، وبثها ، وتقديم الأنماط المختلفة من الخدمات التي تستند على الحاسب في إعدادها .2- تقصي ما إذا كان يوجد نوع من التعاون والتنسيق بين المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات .3- الكشف عن المستوى الحالي للتعاون ( في حالة وجوده ) ، ومجالاته .4- رصد أبرز الصعوبات التي قد تعرقل تنفيذ المشروعات التعاونية على أرض الواقع ، إضافة إلى الحلول التي يمكن أن تسهم في تذليل تلك الصعوبات .5- الخروج ببعض المقترحات والتوصيات التي يؤمل أن تسهم في تطوير الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة ، وتعزيز عملية التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بهذه الصناعة، وذلك بغية تحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين ، والتخطيط لتكوين شبكة تعاونية في هذا الصدد .أسئلة الدراسة :يمكن تحقيق الأهداف المرسومة سلفاً لهذا الجهد العلمي من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية : 1- ما حقيقة الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات السعودية وبخاصة في مجالات المعالجة الفنية ، والخدمات المرجعية ، والضبط الببليوجرافي ، والإحاطة الجارية ، وتطويع التقنية ، وصناعة النشر العلمي ، وغير ذلك من المجالات الأخرى التي تدعم الصناعة موضوع البحث ؟2- هل يوجد تعاون وتنسيق بين المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات في المملكة ؟3- ما المستوى الحالي للتعاون ( إذا كان موجوداً ) ، وما أبرز مجالاته ؟4- ما أبرز الصعوبات التي قد تعرقل تنفيذ المشروعات التعاونية ، وما أهم الحلول التي يمكن أن تخفف من حدة تلك الصعوبات ؟5- ما أهم المقترحات والتوصيات التي قد تسهم في تطوير الوضع الحالي لصناعة المعلومات في المملكة ، وتدعم التكامل بين الجهات المعنية بهذه الصناعة ؟مجال الدراسة :لقد حاول الباحث في هذه الدراسة أن يرسم بعض الحدود الموضوعية والزمنية والمكانية التي تساعده على السيطرة على الموضوع قيد البحث بالرغم من تشعب أبعاده وسعة جوانبه ، وذلك على النحو التالي : المجال الموضوعي : موضوع الدراسة الحالية هو صناعة المعلومات داخل نطاق المكتبات والمؤسسات المعلوماتية ، التي تتمثل في استخدام الحاسب في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات ، أو بعبارة أخرى خدمات المعلومات التي تستند على الحاسب في تجهيزها . ويدخل في إطار هذا الموضوع توظيف التقنية في المعالجة الفنية (وبخاصة التكشيف والاستخلاص) ، والخدمات المرجعية ، والضبط الببليوجرافي، والإحاطة الجارية ، وتطوير البرامج التقنية وتطويعها ، وصناعة النشر .وهذا يعني أن الدراسة الحالية لم تتناول صناعة المعلومات بمفهومها الواسع، بل تناولتها في إطار مؤسسي محدد ، بحيث يخرج من هذا النطاق المجالات الأخرى التي لها صلة بصناعة المعلومات من قريب أو بعيد مثل الإعلام والصحافة والطباعة والنشر ( خارج المكتبات ) وعلوم الحاسب والاتصالات ونحو ذلك من الحقول المعلوماتية العديدة . المجال المكاني :مع أن هناك مؤسسات عديدة في المملكة تسهم في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات ، بما في ذلك الجامعات ومراكز الترجمة ودور النشر ومراكز الحاسب الآلي ومراكز الإحصاء والأرشيف والتوثيق ، فقد تم التركيز في الدراسة الحالية على المكتبات ومراكز المعلومات وحدها ، وبخاصة المكتبات الجامعية والعامة والمتخصصة والوطنية . في حين تم استبعاد المكتبات المدرسية ، حيث إنها لا تقوم بدور جوهري في إنتاج المعلومات وتوظيف التقنية في تقديم الخدمات نظراً لضعف بنيتها وتجهيزاتها الأساسية .المجال الزمني :يتمثل النطاق الزمني لهذه الدراسة في الفترة التي أجرى الباحث خلالها المسح الميداني، وقام بتوزيع الاستبانات على الجهات المشاركة في مجتمع الدراسة، وذلك خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1424 / 1425هـ ، مما يوحي بأن المعطيات التي خرج بها المسح تنطبق على المدة المشار إليها ، وربما جرى عليها بعض التغيير فيما بعد ، ولذا ينبغي تقويم واقع الظاهرة محط البحث في ضوء هذا الإطار الزمني ، وما يرتبط به من إيجابيات وسلبيات .التعريف بمصطلحات الدراسة :ورد في عنوان الدراسة الحالية وفي ثناياها بعض المصطلحات الفنية والعلمية التي يكثر تداولها بين أهل الاختصاص ، ومن المستحسن توضيحها بغرض خدمة القارىء الذي قد لا يكون بالضرورة من المنتمين إلى تخصص المكتبات والمعلومات . ومن أهم تلك المصطلحات ما يأتي :1- صناعة المعلومات :التعريف اللفظي لمفهوم صناعة المعلومات Information Industry يمكن أن يتسع بحيث يشمل دورة نقل المعلومات أو مراحل تدفقها بدءاً من إنتاج الفكرة من المؤلف، ومرورها بمجموعة من العمليات ، لحين تلقيها من قبل القارىء . ولأغراض الدراسة الحالية فقد تم تبني التعريف الإجرائي لهذا المفهوم، بحيث ينصب على العمليات المتعلقة باستخدام الحاسب في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات بما في ذلك التكشيف ، والاستخلاص ، والفهارس المحسبة ، والخدمات المرجعية ، والإحاطة الجارية ، وإعداد الأدوات الفنية والببليوجرافية، وتصميم القواعد المحلية ، وخدمات الاتصال المباشر ، والربط الشبكي ، والنشر العلمي . 2- مجتمع المعلومات : يقصد بمجتمع المعلومات Information Society أو كما يطلق عليه أحياناً المجتمع المعلوماتي ذلك الوسط العلمي " الذي أدرك الأهمية الإستراتيجية للمعلومات وتقنيتها وعمل على استمرارية تسخير موارده لتوفير وتطوير تجهيزات المعلومات وأساليب التعامل معها جمعاً وحفظاً وتحديثاً واسترجاعاً وتحليلاً لخدمة أغراضه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لزيادة رفاهيته أمنياً وصحياً واقتصادياً واجتماعياً " ( يغمور ورفاقه : 1417هـ ، 3 ) . ومن الملاحظ أن أغلبية المنتمين للوسط المعلوماتي يمارسون الأنشطة والبرامج المتعلقة بإنتاج المعلومات ومعالجتها واستثمارها ، ولديهم معرفة بتوظيف التقنية في تجهيز الخدمات .3- تجهيز المعلومات : يقصد بمصطلح تجهيز المعلومات Information Repackaging أو تعبئتها جميع الأساليب والوسائل والأشكال التي تستخدم بغرض تشكيل المعلومات في قوالب تلبي احتياجات المستفيدين ، وتنسجم مع سلوكياتهم في البحث عــن مصــادر المعــرفــة . وعــادة توجــد في كــل مجتمع مجموعة من المرافق ( المكتبات ومراكز المعلومات ) المعنية بتجهيز وتقديم منتجات أو خدمات المعلومات للباحثين بطرق ووسائط متعددة ، حيث تعمل تلك المرافق كوسيط بين منتجي المعلومات ومحتاجيها من أفراد ومجموعات . 4- مؤسسات المعلومات : مع أن مصطلح مؤسسات المعلومات مصطلح رحب ، ويمكن أن يتسع ليشمل مختلف مصادر المعلومات في المجتمع بما في ذلك المكتبات ودور النشر ومراكز الأرشيف والتوثيق والإحصاء ومراكز البحث العلمي في القطاعين الحكومي والخاص ، فقد تم تقليص نطاق المفهوم في الدراسة الحالية بحيث يقتصر على نماذج مختارة من المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة التي لها إسهام واضح في دعم الصناعة المعلوماتية . وعلى الرغم من أنه يصعب وضع حد فاصل بين المكتبة ومركز المعلومات ، حيث يوجد تداخل شديد بينهما ، إلا أنه يمكن القول إن المكتبات هي مؤسسات ثقافية تعليمية اجتماعية تعنى بجمع أوعية المعلومات وتنظيمها وتيسير استخدامها ، بما في ذلك المكتبات العامة والجامعية والمتخصصة والوطنية. أما مراكز المعلومات فهي مؤسسات تجنح نحو التخصص الموضوعي ، وخدمة فئات متماثلة من المتخصصين والخبراء ، وهي في العادة تقدم خدمات أكثر تطوراً من تلك التي تقدمها المكتبات ، وتكون ملحقة بمؤسسات بغرض خدمة منسوبيها .5- خدمات المعلومات : يقصد بالمفهوم اللفظي لخدمات المعلومات Information Services الناتج النهائي الذي يحصل عليه المستفيد من المكتبة أو مركز المعلومات ، في حين أن المفهوم الإجرائي في هذه الدراسة يقتصر على الخدمات التي تنعكس على المستفيدين بشكل مباشر ، والتي تستند على الحاسب في إنجازها ، وذلك على النحو الذي تم قياسه في استبانة الدراسة الملحقة ، حيث شمل مفهوم الخدمات العديد من المجالات التي لها صلة بتحليل المعلومات ، والإجابة عن الأسئلة المرجعية ، وتوظيف التقنية في خدمة المستفيدين .6- القوائم الاستنادية : يقصد بالقوائم الاستنادية Authority Lists أو أدوات الضبط الاستنادي تلك الأدوات الضرورية التي تساعد على تقنين الممارسات الفنية في المكتبات ، وتعمل على توحيد إجراءات معالجة أوعية المعلومات ، وبالتالي الحد من الاجتهادات الفردية . بما في ذلك قوائم رؤوس الموضوعات ، والمكانز ، وقوائم أسماء المؤلفين والهيئات ، وغيرها ( السالم : 1417هـ ، 25 ) .7- تطويع التقنية : يشمل مفهوم تطويع تقنية المعلومات جميع المحاولات والجهود المبذولة بهدف تحوير الأجهزة والنظم المستوردة وأقلمتها لتلبية احتياجات المكتبات المحلية ، بما في ذلك إنشاء وتطوير قواعد المعلومات المحلية ، وتعريب البرامج الأجنبية ، وتقديم الخبرات والاستشارات للجهات الأخرى التي تحتاجها ، وغير ذلك من العمليات والنشاطات الأخرى .مجتمع الدراسة :يتكون مجتمع الدراسة الحالية من مختلف أنواع مؤسسات المعلومات في المملكة التي لها دور ملموس وإنجاز واضح في مجال صناعة المعلومات ، بما في ذلك المكتبات العامة ، والجامعية، والمتخصصة ، والوطنية ، ومراكز المعلومات . ونظراً لصغر حجم المكتبات الجامعية في المنطقة فقد وقع الاختيار عليها جميعها، فيما عدا مكتبة جامعة الملك خالد في أبها فقد استثنيت نظراً لحداثتها، ولذا تم الاقتصار على سبع مكتبات مركزية موزعة على الرياض ، وجدة ، ومكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والظهران ، والدمام . أما المكتبات الوطنية فلا يوجد أصلاً إلا مكتبة واحدة من هذا القبيل ( مكتبة الملك فهد الوطنية ) ، ولذا فطبيعي أن يقع عليها الاختيار وحدها . في حين أن بقية المؤسسات تم تحديد نماذج مختارة منها . ففي حالة المكتبات العامة وقع الاختيار على حالة واحدة (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض) بوصفها أنموذجاً حديثاً للمكتبات العامة على مستوى المملكة ، ولها مكانة معروفة بين المتخصصين ؛ إضافة إلى ما لها من تجارب ناجحة في صناعة المعلومات . وفي حالة المكتبات المتخصصة ، تم تحديد مجموعة من المؤسسات المعروفة بإسهاماتها في هذا الصدد، بما في ذلك مكتبة معهد الإدارة العامة ، ومكتبة وزارة التخطيط ، ومكتبة مستشفى الملك خالد التابع للحرس الوطني بجدة ، وذلك بوصفها نماذج مختارة للمكتبات المتخصصة في المملكة ، وأيضاً لتفاوت تبعيتها الإدارية ( وزارة ، مستشفى ، معهد ) .أما في حالة مراكز المعلومات ، فقد وقع الاختيار على مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، ودارة الملك عبدالعزيز ، ومركز المعلومات بالبنك الإسلامي للتنمية ، ومركز معلومات مجلس التعاون الخليجي . في حين أنه تم استثناء المكتبات المدرسية ( كما سبقت الإشارة إلى ذلك ) نظراً لضعف إسهامها في هذا المجال .والحقيقة أن جميع النماذج المشار إليها وقع عليها الاختيار لتمثل المجتمع الكلي ، نظراً لتميزها في مجال الصناعة المعلوماتية ، حيث تتوافر لها الظروف المناسبة من حيث جودة المجموعات، واكتمال التجهيزات الآلية والفنية ، ولها تجارب قائمة مع توظيف تقنية الحاسب في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات .المنهجية والخطوات الإجرائية :لتحقيق الأهداف المرسومة سلفاً لهذا الجهد العلمي ، فقد قام الباحث باستخدام المنهج الوصفي ( المسحي ) بوصفه الأنسب لمعالجة الظاهرة قيد البحث . ذلك أن هذا النوع من المناهج يساعد على وصف الظواهر المعاصرة ، وتحقيق الأهداف المنشودة ، والإجابة عن الأسئلة المطروحة ، والتعرف إلى بعض الحقائق التفصيلية حول الموضوع الذي نحن بصدده، مما يمكن الباحث من تقديم وصف شامل ، وتشخيص مناسب للظاهرة تحت الدراسة .وتم جمع المعلومات المطلوبة من خلال الاستعانة بأكثر من أداة ، وذلك على النحو التالي :1- مراجعة الإنتاج الفكري المتعلق بالموضوع باللغتين العربية والإنجليزية .2- تصميم استبانة لقياس المتغيرات الأساسية للدراسة .3- القيام بزيارات ميدانية للمؤسسات المشاركة في مجتمع الدراسة ، وذلك بغرض التعرف عن كثب إلى واقع تلك المؤسسات ، ومدى إسهامها في صناعة المعلومات ، وما تواجهه من صعوبات في هذا الصدد ، ودراسة المشروعات التعاونية التي تبنتها .4- إجراء مقابلات شخصية مع المشرفين على تلك المؤسسات والعاملين فيها.5- الاطلاع على التقارير المنشورة وغير المنشورة حول موضوع الدراسة .6- توظيف الملاحظة وخبرات الباحث في دراسة الموضوع .وكان من الطبيعي أن يتم التركيز على أسلوب الاستبانة لجمع المعلومات المطلوبة ؛ نظراً لتوزع مواقع المشاركين في مجتمع الدراسة على مناطق متباعدة . ومن المتعارف عليه من الناحية المنهجية أنه بالبرغم مما للاستبانة من ميزات وعيوب كأداة للمعلومات المزمع جمعها ، فهي تعد من أفضل الأدوات التي يمكن استخدامها للحصول على معلومات من مجتمعات مشتتة مع توفير الوقت والجهد والمال . ولتصميم الاستبانة ، فقد حرص الباحث على الاطلاع على النماذج المستخدمة في الدراسات السابقة مع إجراء بعض التعديلات عليها ، ومن ثم إخراجها بشكل يناسب طبيعة الدراسة الحالية . وقبل توزيع الاستبانة بشكلها النهائي جرى اختبارها (تحكيمها) مبدئياً ، وذلك من خلال إرسالها إلى عينة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بالبحث العلمي في المجال ، وكانت ردودهم بشكل عام مشجعة . وقد قاموا بإبداء بعض الملحوظات البسيطة ، وبالتالي تم إجراء بعض التعديلات على الاستبانة قبل طباعتها وإخراجها بشكلها النهائي .وبعد ذلك بدأت مرحلة إرسال الاستبانات إلى المجتمع المشارك في الدراسة المسحية، حيث تم إرسال ( 17 ) استبانة ، وتم إرفاق خطاب رسمي مع كل استبانة بغرض حفز المشاركين على إنجاح مشروع الدراسة . وفي هذا الخطاب طلب من المشرفين على الجهات المشاركة القيام بمهمة تعبئة الاستبانة ، وتم توضيح الغرض من الدراسة، وتطمين المشاركين على أن إجاباتهم ستحظى بمنتهى السرية . وتتكون الاستبانة من (11) محوراً ، تشتمل على (26) سؤالاً (الملحق رقم 1)، وذلك على النحو التالي : 1- المحور الأول : معلومات عامة ، تناول اسم الجهة المشاركة ، والمؤسسة التي تتبعها، وسنة إنشائها .2- المحور الثاني : المعالجة الفنية ، ركز على استخدام الحاسب في مجالات التكشيف والاستخلاص وإعداد الفهارس المحسبة .3- المحور الثالث : الخدمات المرجعية ، تمحور حول الخدمات التي تستند على الحاسب في إنجازها ، بما في ذلك طباعة المستخرجات ، وإيصال الوثائق ، وتوفير الأدوات المرجعية المحسبة .4- المحور الرابع : الضبط الببليوجرافي ، شمل مختلف أنماط القوائم الببليوجرافية ، وقوائم الاستناد المتوافرة في الجهات المشاركة في الدراسة .5- المحور الخامس : الإحاطة الجارية ، غطى هذا المحور مجالات الإحاطة المتمثلة في نشرة الإضافات ، ونشرة المستخلصات ، والاتصال بالمستفيدين عبر البريد الإلكتروني ، والبث الانتقائي للمعلومات .6- المحور السادس : تطوير التقنية وتطويعها ، تناول هذا المحور جهود المؤسسات المشاركة في تصميم قواعد المعلومات المحلية ، وخدمات الاتصال المباشر ، والربط الشبكي ، وإتاحة الفهارس عبر شبكة الإنترنت ، وتعريب البرامج الأجنبية .7- المحور السابع : صناعة النشر ، تناول أبرز إسهامات مجتمع الدراسة في مجال النشر العلمي بشقيه التقليدي والإلكتروني .8- المحور الثامن : التكامل بين مؤسسات المعلومات ، عالج هذا المحور التعاون والتنسيق ( في حالة وجوده ) بين الجهات المشاركة في مجال صناعة المعلومات من حيث نطاق التعاون ومجالاته .9- المحور التاسع : الصعوبات والمشكلات ، ركز على الصعوبات التي تواجهها مؤسسات المعلومات في المملكة ، وتحد من التعاون والتنسيق بينها ، وأبرز الحلول التي يمكن أن تسهم في تذليل تلك الصعوبات .10- المحور العاشر : الإشراف والتنسيق ، عالج قضية الجهة أو الجهات التي يرى المشاركون أنها مؤهلة للإشراف على المشروعات التعاونية .11- المحور الحادي عشر : مقترحات المشاركين ، طلب من المشاركين في هذا المحور تسجيل ما لديهم من آراء ومقترحات تسهم في تحسين الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة ، وتعزز مبدأ التكامل وتوحيد الجهود بين المؤسسات المعنية بهذه الصناعة الحيوية .وعلى أي حال ، فقد كانت الأسئلة جميعها مغلقة ومحددة ، حيث يمكن الإجابة عنها بأقل وقت وجهد ، إضافة إلى سهولة تحليلها ، أما المحور الأخير المتعلق بمقترحات المشاركين في الدراسة فقد ترك مفتوحاً ليعطيهم حرية تسجيل ما لديهم من مقترحات وانطباعات تجاه الظاهرة موضوع البحث ، ولذكر بعض الجوانب التي ربما غابت عن ذهن الباحث ، ولم ترد في أسئلة الاستبانة . وقد مرت عملية إرسال الاستبانات وجمعها بمرحلتين ؛ حيث تم في المرحلة الثانية إرسال خطاب إلحاقي Follow – Up Letter للجهات التي لم ترد على الاستبانة الأولى. وبشكل عام فقد كان مجموع الاستبانات الراجعة مشجعاً ، حيث أعيدت جميع الاستبانات المرسلة معبأة ومكتملة البيانات وصالحة للتحليل الإحصائي ، بما يمثل نسبة 100% من مجموع عينة الدراسة الفعلية . وتم تحليل جميع الاستبانات المعادة نظراً لاكتمال بياناتها كما سبقت الإشارة إلى ذلك .بعد تجميع البيانات اللازمة عن طريق الأداة الرئيسة ( الاستبانة ) والأدوات الأخرى المساندة ( الزيارات والمقابلات الشخصية والاتصالات الهاتفية والملاحظة ) قام الباحث بمراجعة الاستبانات مرة أخرى بغرض التأكد من دقة الإجابات وجديتها ، وتم بعد ذلك ترميزها وتفريغها في جداول . ونظراً لصغر حجم مجتمع الدراسة فقد تمت معالجة الاستبانات يدوياً دون الحاجة لاستخدام الحاسوب ، ومن ثم بدأت مرحلة التحليل الإحصائي ، وذلك من خلال توظيف أسلوب الإحصاء الوصفي المتمثل في رصد التكرارات والنسب المئوية لجميع المتغيرات التي عالجتها الدراسة ، وذلك بوصفها من الناحية العلمية دراسة استطلاعية أو استكشافية Exploratory Study . ويؤمل أن يخرج هذا الجهد العلمي بمعطيات تكشف النقاب عن واقع صناعة المعلومات في المؤسسات المعنية في المنطقة ، وتبين مدى استعدادها للتعاون والتنسيق في هذا المجال ، وتناقش ما قد يعتور المشروعات التعاونية من مشكلات ، وتطرح الحلول لها . ويمكن أن يستأنس بتلك المعطيات المسؤولون والمخططون لقطاع المعلومات في المملكة ، لما تحمله من حقائق صادقة مستمدة من الدراسة العلمية للظاهرة على أرض الواقع ، وبذلك يمكن توحيد تلك الجهود المبعثرة ، ولم شتاتها تحت مظلة واحدة ، والارتقاء بصناعة المعلومات من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني ، وذلك في ضوء إستراتيجية تضبط شؤون هذه الصناعة ، وتحدد المعالم الرئيسة للنهوض بها . وفي الوقت نفسه ، يمكن الإسهام في نشر وتعزيز ثقافة الصناعة المعلوماتية في المجتمع ، حيث أصبحت سمة جوهرية من سمات المجتمعات المعاصرة . ويوضح الفصل الثالث المعطيات التي خرجت بها الدراسة الميدانية .الدراسات العلمية السابقة :لقد حظي الموضوع محط الدراسة ببعض البحوث النظرية والدراسات الميدانية التي أسهمت في كشف النقاب عن طبيعته وأبعاده والعناصر المكونة له ، وخرجت ببعض المعطيات التي كان لها دور في إثراء الرصيد المعرفي في المجال ، وتحسين الممارسات الحالية. ومن خلال الاطلاع الفاحص على ما نشر من أدبيات في هذا السياق استطاع الباحث رصدها في ثلاث فئات رئيسة ، وذلك على النحو الآتي :1- الفئة الأولى : وتشمل التقارير والنشرات والكتابات الإعلامية التي تتحدث عن صناعة المعلومات في المملكة من منطلق إعلامي ، ويغلب عليها الأسلوب الدعائي واللغة الإنشائية لكونها تعكس تجارب محلية لدى بعض الجهات ، وفي الغالب قام بكتابتها أشخاص محسوبون عليها، وبعض المعلومات والإحصاءات الواردة في تلك الكتابات لا تخلو من المبالغات وتضخيم الأرقام .2- الفئة الثانية : وتشمل البحوث والمقالات النظرية التي صدرت عن الباحثين ومعظمهم من الأكاديميين ، وهي تعكس في الغالب تجاربهم الشخصية وانطباعاتهم الذاتية من خلال معايشتهم للواقع ، وملاحظة ما يجري على الساحة من تطورات .3- الفئة الثالثة ، وتشمل الدراسات الميدانية التي تعتمد على المنهجية العلمية في تناول الموضوع ، وهي على أي حال نادرة ، وتثار حولها بعض الملحوظات العلمية والمنهجية، كما ستكشف عن ذلك السطور اللاحقة . ولن نتعرض في هذه العجالة للدراسات التي تندرج تحت الفئتين الأوليين ، حيث لا تهمنا الفئة الأولى ( الدراسات الإعلامية ) ، أما الفئة الثانية ( البحوث النظرية ) فقد تم تغطيتها في مواضعها المناسبة من الدراسة . وبالتالي فإن ما يهمنا حقيقة هو الفئة الثالثة المتعلقة بالدراسات العلمية ، حيث تم عرضها في السطور اللاحقة وفقاً لتاريخ صدورها . ومن نماذج تلك الدراسات العلمية دراسة صالح المسند ( 1995م ) عن خدمات المعلومات بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية خلال الفترة 1409 – 1414هـ، وكان الهدف من هذه الدراسة هو معرفة طرق الإفادة من خدمات المركز ، والبيئات التي ينتمي إليها الباحثون ، ونوعية المعلومات التي يحتاجونها ، ومن ثم توظيف المعطيات في تطوير الخدمات الحالية والتخطيط لخدمات جديدة . وتكون مجتمع الدراسة من جميع الباحثين الذين استفادوا من المركز خلال المدة المشار إليها . واعتمد الباحث في المسح الميداني على تحليل بيانات التقرير الإحصائي السنوي خلال النطاق الزمني للدراسة، وطبق منهج دراسات المستفيدين. وأظهرت نتائج دراسة المسند أن معظم من استفاد من خدمات المعلومات الطلاب الجامعيون ، وأغلبهم من الذكور الذين يعدون أبحاثاً جامعية . وحظيت المصادر العربية بالنصيب الأكبر خاصة فيما يتعلق بعلوم الدين الإسلامي والعلوم الاجتماعية والجغرافيا والتراجم والتاريخ . وبناء عليه فقد اقترح الباحث دراسة إمكانية التوسع في إعداد ونشر قواعد المعلومات المخزنة على الأقراص الضوئية، واستخدام التقنيات الحديثة في توصيل الوثائق إلى المستفيدين في مختلف أرجاء المملكة ، واستكمال إعداد المكانز وأدوات التحليل الموضوعي بغرض كسب رضا المستفيدين ، والتوسع في نوعيات الخدمات التي يقدمها المركز للمستفيدين مثل الإحاطة الجارية ، والبث الانتقائي للمعلومات ، وتيسير وصول المستفيد إلى قواعد المعلومات المحسبة من خارج المركز ( المسند : 1995م ) .وثمة دراسة أخرى قامت بها شعاع أبوعوف ( 1416هـ ) عن مكتبات مستشفيات مدينة جدة ، بغرض معرفة مدى استخدام الأطباء لمصادر المعلومات المتوافرة ، ومستوى الخدمات المقدمة في تلك المكتبات ، ونشاطها في مجال صناعة المعلومات . وشمل مجتمع الدراسة أمينات المكتبات ، والأطباء العاملين في مستشفى الملك فهد العام ، ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ، ومستشفى الملك فهد للقوات المسلحة ، ومستشفى الدكتور سليمان فقيه . وبلغ عدد الذين شملتهم الدراسة 267 طبيباً من مجموع 412 طبيباً ( بنسبة 64.8%) ، إضافة إلى خمس أمينات مكتبات . وكان من أهم النتائج التي أسفرت عنها دراسة أبو عوف أن الأطباء يواجهون بعض الصعوبات عند استخدامهم لمصادر المعلومات في المكتبات المدروسة مثل غياب تقنية المعلومات الحديثة التي تسهل عملية إيجاد المعلومات المطلوبة ، ونقص الخدمات الإرشادية والتعريفية بالمكتبة. ومن ضمن ما انتهت إليه الدراسة من توصيات ضرورة مد مكتبات المستشفيات بالتقنية الحديثة اللازمة لتطوير خدماتها ، والعمل على إصدار الفهارس وأدوات الضبط الموحدة للمكتبات الطبية ، وتأسيس البرامج التعاونية بين المكتبات الطبية
دراسة حول صناعة المعلومات في المملكة العربية السعوديةالمقدمة :تعد صناعة المعلومات من أهم المؤشرات الحيوية على الوعي المعلوماتي في أي دولة من الدول ، إذ يقاس تقدم الأمم بمدى قدرتها على جمع المعلومات وتنظيمها ومعالجتها وإخراجها في قالب يخدم الفئات المستهدفة على كافة الأصعدة. وتتأكد أهمية هذه الصناعة في هذا العصر الذي يطلق عليه ( عصر المعلومات ) حيث تزداد الحاجة إلى التوظيف الأمثل للمعلومة من خلال إنتاجها وتجهيزها وتسويقها بشكل يلبي احتياجات المستفيدين . ومن الملاحظ أن المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة العربية السعودية بدأت تركز في الآونة الأخيرة على صناعة المعلومات ، بما في ذلك إنشاء نظم وقواعد المعلومات المختلفة ، وتطوير البرامج التقنية وتطويعها، وتوظيف التقنية في تقديم خدمات المعلومات المتنوعة ، وتبني برامج البحوث والتطوير ، والاستشارات ، وبرامج التعليم والتدريب ، ودعم التأليف والترجمة والطباعة والنشر، وغير ذلك من أوجه النشاطات الأخرى التي تندرج تحت مظلة الصناعة المعلوماتية بمفهومها الواسع ، وتشكل البنية والتجهيزات الأساسية لهذه الصناعة الحيوية. الأمر الذي يوحي بأن تلك المؤسسات قد تخطت مرحلة التنظيم والمعالجة إلى مرحلة صناعة المعلومات ، واستطاعت خلال المسيرة التي قطعتها تحقيق إنجازات ملموسة في هذا الصدد . إلا أن الإشكالية هنا تكمن في ضعف التكامل والتنسيق بين تلك المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات ، وذلك نظراً لتشتت الإمكانات ، وتبعثر الجهود . وقد لمس الباحث من خلال معايشته للواقع أن كل جهة تعمل وتخطط بمعزل عما يدور في الجهات الأخرى ، وبذلك حل التنافس والتنافر محل الاتحاد والتكامل، وطغت المصلحة الفردية على المصلحة العامة ، وظهرت على الساحة مشروعات مكررة ، مما ترتب عليه إهدار الأموال والجهود فيما لا طائل تحته . ولم تعد الاستفادة من تلك الجهود الفردية بالشكل المطلوب، حيث إنه ينقصها روح التعاون والتخطيط على المستوى الوطني . مشكلة الدراسة ( خلفية الموضوع وأهميته ) :توحي الحقيقة التي وضحتها السطور السابقة بوجود مشكلة ملحة تستدعي سبر غورها، ووضعها تحت مجهر البحث العلمي . فهي تشكل ظاهرة غير صحية، وقد أثارت هذه الظاهرة انتباه الباحث ، وأشعلت همته لدراستها . وبالتالي نشأت فكرة هذا المشروع الذي يتبنى مبدأ التعاون والتنسيق كحل للمشكلة القائمة ، ويؤكد على أهمية التخطيط الوطني للصناعة المعلوماتية من خلال العمل تحت مظلة جهة رائدة تعمل على تظافر الجهود ، وتقليص حجم العمل بشكل انفرادي ، وتنظيم الوضع الراهن لهذه الصناعة المهمة ، وإيجاد البدائل والحلول للصعوبات التي قد تعرقل مسيرة المشروع التعاوني الذي تبناه الباحث في الدراسة الحالية . ومما يعزز من أهمية الموضوع محط البحث عدم وضوح الرؤية لدى البعض تجاهه ، وذلك بسبب نــدرة الــدراسات العلمية حوله ، مما أوجد حافزاً لدراسة هذا الموضوع ، والسيطرة على أبعاده الواسعة . ويمكن أن يتأتى هذا من خلال معرفة الدور الذي تقوم به مؤسسات المعلومات في المملكة في دعم الصناعة المعلوماتية ، ومدى إسهامها في تقديم الخدمات ، وما تمارسه من الأنشطة ذات الصلة بإنتاج المعلومات وتنظيمها وتحليلها وتوثيقها ، ومن ثم إتاحتها للراغبين فيها . وكذلك تقصي الجهود والمحاولات المبذولة لإيجاد نوع من التكامل في هذا المضمار ، ودراسة أبرز النماذج والممارسات الحالية التعاونية والتنسيقية ( إن وجدت ) ، وبيان ما قد تعانيه من مشكلات تحد من انطلاقتها ، وأيضاً معرفة التطلعات المستقبلية في هذا المجال . وأخيراً الخروج برؤية تحدد المسار المقترح لتكامل الجهود المبذولة لدى المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات في المملكة في ضوء خطة إستراتيجية وطنية . ولاشك أن المعلومات ثروة وطنية شأنها شأن الثروات الأخرى التي ينعم بها المجتمع من طبيعية وبشرية وصناعية وزراعية وغيرها ، بل إن المعلومات تعد بمثابة الشريان الحيوي للحياة المعاصرة ، والدعامة الرئيسة لصنع القرار سياسياً واجتماعياً وعسكرياً. لقد أصبح التوجه العالمي للمكتبات ومراكز المعلومات في الوقت الراهن نحو الاندماج في مشاركات جماعية على شكل تكتلات أو اتحادات أو شبكات تضمن العمل المشترك وتقضي على أسلوب العمل الفردي ، وبذلك يمكن المشاركة في الموارد مع انخفاض التكلفة . ويمثل هذا الأسلوب الجماعي روح العصر بما يمتاز به من تعقيدات ، وارتفاع النفقات ، وشح الموارد المالية ؛ إذ ثبت أن الجهود الفردية أقل نفعاً وأكثر تكلفة ؛ فضلاً عن أن الأسلوب المشار إليه يمنع تكرار الجهود في كل مكتبة على حدة ، ويحفز على توزيع الأعباء على جميع المشاركين.. الأمر الذي يعزز أهمية التخطيط لمثل تلك المشروعات التكاملية التي تقوم على مبدأ المشاركة في المصادر وتبادل الخبرات ، وتقديم خدمات معلومات متميزة للمستفيدين ، والإسهام في إرساء الدعائم الأساسية لقيام منظومة المعلومات الوطنية ، وتأسيس البذرة الأولى لصناعة المعلومات في الدولة ، وهذا هو محور اهتمام هذه الدراسة .أهداف الدراسة :تسعى الدراسة الحالية إلى معرفة مدى إسهام مؤسسات المعلومات في المملكة في دعم الصناعة المعلوماتية ، ومدى توظيف تقنية الحاسب في تجهيز الخدمات، وبخاصة في مجالات المعالجة الفنية ، والخدمات المرجعية ، والضبط الببليوجرافي ، والإحاطة الجارية، وتطويع التقنية ، وصناعة النشر العلمي ؛ إضافة إلى معرفة مدى وجود تكامل وتنسيق بين المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات . ويمكن تحقيق هذا الهدف الرئيس من خلال مجموعة أهداف فرعية يمكن تلخيص أبرزها في الآتي :1- التعرف إلى الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة ، من حيث تحديد حجم الدور الذي تقوم به كل مؤسسة من المؤسسات المشاركة في مجتمع الدراسة فيما يتعلق بإنتاج المعلومات ، وتجهيزها ، وبثها ، وتقديم الأنماط المختلفة من الخدمات التي تستند على الحاسب في إعدادها .2- تقصي ما إذا كان يوجد نوع من التعاون والتنسيق بين المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات .3- الكشف عن المستوى الحالي للتعاون ( في حالة وجوده ) ، ومجالاته .4- رصد أبرز الصعوبات التي قد تعرقل تنفيذ المشروعات التعاونية على أرض الواقع ، إضافة إلى الحلول التي يمكن أن تسهم في تذليل تلك الصعوبات .5- الخروج ببعض المقترحات والتوصيات التي يؤمل أن تسهم في تطوير الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة ، وتعزيز عملية التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بهذه الصناعة، وذلك بغية تحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين ، والتخطيط لتكوين شبكة تعاونية في هذا الصدد .أسئلة الدراسة :يمكن تحقيق الأهداف المرسومة سلفاً لهذا الجهد العلمي من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية : 1- ما حقيقة الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات السعودية وبخاصة في مجالات المعالجة الفنية ، والخدمات المرجعية ، والضبط الببليوجرافي ، والإحاطة الجارية ، وتطويع التقنية ، وصناعة النشر العلمي ، وغير ذلك من المجالات الأخرى التي تدعم الصناعة موضوع البحث ؟2- هل يوجد تعاون وتنسيق بين المؤسسات المعنية بصناعة المعلومات في المملكة ؟3- ما المستوى الحالي للتعاون ( إذا كان موجوداً ) ، وما أبرز مجالاته ؟4- ما أبرز الصعوبات التي قد تعرقل تنفيذ المشروعات التعاونية ، وما أهم الحلول التي يمكن أن تخفف من حدة تلك الصعوبات ؟5- ما أهم المقترحات والتوصيات التي قد تسهم في تطوير الوضع الحالي لصناعة المعلومات في المملكة ، وتدعم التكامل بين الجهات المعنية بهذه الصناعة ؟مجال الدراسة :لقد حاول الباحث في هذه الدراسة أن يرسم بعض الحدود الموضوعية والزمنية والمكانية التي تساعده على السيطرة على الموضوع قيد البحث بالرغم من تشعب أبعاده وسعة جوانبه ، وذلك على النحو التالي : المجال الموضوعي : موضوع الدراسة الحالية هو صناعة المعلومات داخل نطاق المكتبات والمؤسسات المعلوماتية ، التي تتمثل في استخدام الحاسب في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات ، أو بعبارة أخرى خدمات المعلومات التي تستند على الحاسب في تجهيزها . ويدخل في إطار هذا الموضوع توظيف التقنية في المعالجة الفنية (وبخاصة التكشيف والاستخلاص) ، والخدمات المرجعية ، والضبط الببليوجرافي، والإحاطة الجارية ، وتطوير البرامج التقنية وتطويعها ، وصناعة النشر .وهذا يعني أن الدراسة الحالية لم تتناول صناعة المعلومات بمفهومها الواسع، بل تناولتها في إطار مؤسسي محدد ، بحيث يخرج من هذا النطاق المجالات الأخرى التي لها صلة بصناعة المعلومات من قريب أو بعيد مثل الإعلام والصحافة والطباعة والنشر ( خارج المكتبات ) وعلوم الحاسب والاتصالات ونحو ذلك من الحقول المعلوماتية العديدة . المجال المكاني :مع أن هناك مؤسسات عديدة في المملكة تسهم في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات ، بما في ذلك الجامعات ومراكز الترجمة ودور النشر ومراكز الحاسب الآلي ومراكز الإحصاء والأرشيف والتوثيق ، فقد تم التركيز في الدراسة الحالية على المكتبات ومراكز المعلومات وحدها ، وبخاصة المكتبات الجامعية والعامة والمتخصصة والوطنية . في حين تم استبعاد المكتبات المدرسية ، حيث إنها لا تقوم بدور جوهري في إنتاج المعلومات وتوظيف التقنية في تقديم الخدمات نظراً لضعف بنيتها وتجهيزاتها الأساسية .المجال الزمني :يتمثل النطاق الزمني لهذه الدراسة في الفترة التي أجرى الباحث خلالها المسح الميداني، وقام بتوزيع الاستبانات على الجهات المشاركة في مجتمع الدراسة، وذلك خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1424 / 1425هـ ، مما يوحي بأن المعطيات التي خرج بها المسح تنطبق على المدة المشار إليها ، وربما جرى عليها بعض التغيير فيما بعد ، ولذا ينبغي تقويم واقع الظاهرة محط البحث في ضوء هذا الإطار الزمني ، وما يرتبط به من إيجابيات وسلبيات .التعريف بمصطلحات الدراسة :ورد في عنوان الدراسة الحالية وفي ثناياها بعض المصطلحات الفنية والعلمية التي يكثر تداولها بين أهل الاختصاص ، ومن المستحسن توضيحها بغرض خدمة القارىء الذي قد لا يكون بالضرورة من المنتمين إلى تخصص المكتبات والمعلومات . ومن أهم تلك المصطلحات ما يأتي :1- صناعة المعلومات :التعريف اللفظي لمفهوم صناعة المعلومات Information Industry يمكن أن يتسع بحيث يشمل دورة نقل المعلومات أو مراحل تدفقها بدءاً من إنتاج الفكرة من المؤلف، ومرورها بمجموعة من العمليات ، لحين تلقيها من قبل القارىء . ولأغراض الدراسة الحالية فقد تم تبني التعريف الإجرائي لهذا المفهوم، بحيث ينصب على العمليات المتعلقة باستخدام الحاسب في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات بما في ذلك التكشيف ، والاستخلاص ، والفهارس المحسبة ، والخدمات المرجعية ، والإحاطة الجارية ، وإعداد الأدوات الفنية والببليوجرافية، وتصميم القواعد المحلية ، وخدمات الاتصال المباشر ، والربط الشبكي ، والنشر العلمي . 2- مجتمع المعلومات : يقصد بمجتمع المعلومات Information Society أو كما يطلق عليه أحياناً المجتمع المعلوماتي ذلك الوسط العلمي " الذي أدرك الأهمية الإستراتيجية للمعلومات وتقنيتها وعمل على استمرارية تسخير موارده لتوفير وتطوير تجهيزات المعلومات وأساليب التعامل معها جمعاً وحفظاً وتحديثاً واسترجاعاً وتحليلاً لخدمة أغراضه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لزيادة رفاهيته أمنياً وصحياً واقتصادياً واجتماعياً " ( يغمور ورفاقه : 1417هـ ، 3 ) . ومن الملاحظ أن أغلبية المنتمين للوسط المعلوماتي يمارسون الأنشطة والبرامج المتعلقة بإنتاج المعلومات ومعالجتها واستثمارها ، ولديهم معرفة بتوظيف التقنية في تجهيز الخدمات .3- تجهيز المعلومات : يقصد بمصطلح تجهيز المعلومات Information Repackaging أو تعبئتها جميع الأساليب والوسائل والأشكال التي تستخدم بغرض تشكيل المعلومات في قوالب تلبي احتياجات المستفيدين ، وتنسجم مع سلوكياتهم في البحث عــن مصــادر المعــرفــة . وعــادة توجــد في كــل مجتمع مجموعة من المرافق ( المكتبات ومراكز المعلومات ) المعنية بتجهيز وتقديم منتجات أو خدمات المعلومات للباحثين بطرق ووسائط متعددة ، حيث تعمل تلك المرافق كوسيط بين منتجي المعلومات ومحتاجيها من أفراد ومجموعات . 4- مؤسسات المعلومات : مع أن مصطلح مؤسسات المعلومات مصطلح رحب ، ويمكن أن يتسع ليشمل مختلف مصادر المعلومات في المجتمع بما في ذلك المكتبات ودور النشر ومراكز الأرشيف والتوثيق والإحصاء ومراكز البحث العلمي في القطاعين الحكومي والخاص ، فقد تم تقليص نطاق المفهوم في الدراسة الحالية بحيث يقتصر على نماذج مختارة من المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة التي لها إسهام واضح في دعم الصناعة المعلوماتية . وعلى الرغم من أنه يصعب وضع حد فاصل بين المكتبة ومركز المعلومات ، حيث يوجد تداخل شديد بينهما ، إلا أنه يمكن القول إن المكتبات هي مؤسسات ثقافية تعليمية اجتماعية تعنى بجمع أوعية المعلومات وتنظيمها وتيسير استخدامها ، بما في ذلك المكتبات العامة والجامعية والمتخصصة والوطنية. أما مراكز المعلومات فهي مؤسسات تجنح نحو التخصص الموضوعي ، وخدمة فئات متماثلة من المتخصصين والخبراء ، وهي في العادة تقدم خدمات أكثر تطوراً من تلك التي تقدمها المكتبات ، وتكون ملحقة بمؤسسات بغرض خدمة منسوبيها .5- خدمات المعلومات : يقصد بالمفهوم اللفظي لخدمات المعلومات Information Services الناتج النهائي الذي يحصل عليه المستفيد من المكتبة أو مركز المعلومات ، في حين أن المفهوم الإجرائي في هذه الدراسة يقتصر على الخدمات التي تنعكس على المستفيدين بشكل مباشر ، والتي تستند على الحاسب في إنجازها ، وذلك على النحو الذي تم قياسه في استبانة الدراسة الملحقة ، حيث شمل مفهوم الخدمات العديد من المجالات التي لها صلة بتحليل المعلومات ، والإجابة عن الأسئلة المرجعية ، وتوظيف التقنية في خدمة المستفيدين .6- القوائم الاستنادية : يقصد بالقوائم الاستنادية Authority Lists أو أدوات الضبط الاستنادي تلك الأدوات الضرورية التي تساعد على تقنين الممارسات الفنية في المكتبات ، وتعمل على توحيد إجراءات معالجة أوعية المعلومات ، وبالتالي الحد من الاجتهادات الفردية . بما في ذلك قوائم رؤوس الموضوعات ، والمكانز ، وقوائم أسماء المؤلفين والهيئات ، وغيرها ( السالم : 1417هـ ، 25 ) .7- تطويع التقنية : يشمل مفهوم تطويع تقنية المعلومات جميع المحاولات والجهود المبذولة بهدف تحوير الأجهزة والنظم المستوردة وأقلمتها لتلبية احتياجات المكتبات المحلية ، بما في ذلك إنشاء وتطوير قواعد المعلومات المحلية ، وتعريب البرامج الأجنبية ، وتقديم الخبرات والاستشارات للجهات الأخرى التي تحتاجها ، وغير ذلك من العمليات والنشاطات الأخرى .مجتمع الدراسة :يتكون مجتمع الدراسة الحالية من مختلف أنواع مؤسسات المعلومات في المملكة التي لها دور ملموس وإنجاز واضح في مجال صناعة المعلومات ، بما في ذلك المكتبات العامة ، والجامعية، والمتخصصة ، والوطنية ، ومراكز المعلومات . ونظراً لصغر حجم المكتبات الجامعية في المنطقة فقد وقع الاختيار عليها جميعها، فيما عدا مكتبة جامعة الملك خالد في أبها فقد استثنيت نظراً لحداثتها، ولذا تم الاقتصار على سبع مكتبات مركزية موزعة على الرياض ، وجدة ، ومكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والظهران ، والدمام . أما المكتبات الوطنية فلا يوجد أصلاً إلا مكتبة واحدة من هذا القبيل ( مكتبة الملك فهد الوطنية ) ، ولذا فطبيعي أن يقع عليها الاختيار وحدها . في حين أن بقية المؤسسات تم تحديد نماذج مختارة منها . ففي حالة المكتبات العامة وقع الاختيار على حالة واحدة (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض) بوصفها أنموذجاً حديثاً للمكتبات العامة على مستوى المملكة ، ولها مكانة معروفة بين المتخصصين ؛ إضافة إلى ما لها من تجارب ناجحة في صناعة المعلومات . وفي حالة المكتبات المتخصصة ، تم تحديد مجموعة من المؤسسات المعروفة بإسهاماتها في هذا الصدد، بما في ذلك مكتبة معهد الإدارة العامة ، ومكتبة وزارة التخطيط ، ومكتبة مستشفى الملك خالد التابع للحرس الوطني بجدة ، وذلك بوصفها نماذج مختارة للمكتبات المتخصصة في المملكة ، وأيضاً لتفاوت تبعيتها الإدارية ( وزارة ، مستشفى ، معهد ) .أما في حالة مراكز المعلومات ، فقد وقع الاختيار على مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، ودارة الملك عبدالعزيز ، ومركز المعلومات بالبنك الإسلامي للتنمية ، ومركز معلومات مجلس التعاون الخليجي . في حين أنه تم استثناء المكتبات المدرسية ( كما سبقت الإشارة إلى ذلك ) نظراً لضعف إسهامها في هذا المجال .والحقيقة أن جميع النماذج المشار إليها وقع عليها الاختيار لتمثل المجتمع الكلي ، نظراً لتميزها في مجال الصناعة المعلوماتية ، حيث تتوافر لها الظروف المناسبة من حيث جودة المجموعات، واكتمال التجهيزات الآلية والفنية ، ولها تجارب قائمة مع توظيف تقنية الحاسب في إنتاج المعلومات وتقديم الخدمات .المنهجية والخطوات الإجرائية :لتحقيق الأهداف المرسومة سلفاً لهذا الجهد العلمي ، فقد قام الباحث باستخدام المنهج الوصفي ( المسحي ) بوصفه الأنسب لمعالجة الظاهرة قيد البحث . ذلك أن هذا النوع من المناهج يساعد على وصف الظواهر المعاصرة ، وتحقيق الأهداف المنشودة ، والإجابة عن الأسئلة المطروحة ، والتعرف إلى بعض الحقائق التفصيلية حول الموضوع الذي نحن بصدده، مما يمكن الباحث من تقديم وصف شامل ، وتشخيص مناسب للظاهرة تحت الدراسة .وتم جمع المعلومات المطلوبة من خلال الاستعانة بأكثر من أداة ، وذلك على النحو التالي :1- مراجعة الإنتاج الفكري المتعلق بالموضوع باللغتين العربية والإنجليزية .2- تصميم استبانة لقياس المتغيرات الأساسية للدراسة .3- القيام بزيارات ميدانية للمؤسسات المشاركة في مجتمع الدراسة ، وذلك بغرض التعرف عن كثب إلى واقع تلك المؤسسات ، ومدى إسهامها في صناعة المعلومات ، وما تواجهه من صعوبات في هذا الصدد ، ودراسة المشروعات التعاونية التي تبنتها .4- إجراء مقابلات شخصية مع المشرفين على تلك المؤسسات والعاملين فيها.5- الاطلاع على التقارير المنشورة وغير المنشورة حول موضوع الدراسة .6- توظيف الملاحظة وخبرات الباحث في دراسة الموضوع .وكان من الطبيعي أن يتم التركيز على أسلوب الاستبانة لجمع المعلومات المطلوبة ؛ نظراً لتوزع مواقع المشاركين في مجتمع الدراسة على مناطق متباعدة . ومن المتعارف عليه من الناحية المنهجية أنه بالبرغم مما للاستبانة من ميزات وعيوب كأداة للمعلومات المزمع جمعها ، فهي تعد من أفضل الأدوات التي يمكن استخدامها للحصول على معلومات من مجتمعات مشتتة مع توفير الوقت والجهد والمال . ولتصميم الاستبانة ، فقد حرص الباحث على الاطلاع على النماذج المستخدمة في الدراسات السابقة مع إجراء بعض التعديلات عليها ، ومن ثم إخراجها بشكل يناسب طبيعة الدراسة الحالية . وقبل توزيع الاستبانة بشكلها النهائي جرى اختبارها (تحكيمها) مبدئياً ، وذلك من خلال إرسالها إلى عينة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بالبحث العلمي في المجال ، وكانت ردودهم بشكل عام مشجعة . وقد قاموا بإبداء بعض الملحوظات البسيطة ، وبالتالي تم إجراء بعض التعديلات على الاستبانة قبل طباعتها وإخراجها بشكلها النهائي .وبعد ذلك بدأت مرحلة إرسال الاستبانات إلى المجتمع المشارك في الدراسة المسحية، حيث تم إرسال ( 17 ) استبانة ، وتم إرفاق خطاب رسمي مع كل استبانة بغرض حفز المشاركين على إنجاح مشروع الدراسة . وفي هذا الخطاب طلب من المشرفين على الجهات المشاركة القيام بمهمة تعبئة الاستبانة ، وتم توضيح الغرض من الدراسة، وتطمين المشاركين على أن إجاباتهم ستحظى بمنتهى السرية . وتتكون الاستبانة من (11) محوراً ، تشتمل على (26) سؤالاً (الملحق رقم 1)، وذلك على النحو التالي : 1- المحور الأول : معلومات عامة ، تناول اسم الجهة المشاركة ، والمؤسسة التي تتبعها، وسنة إنشائها .2- المحور الثاني : المعالجة الفنية ، ركز على استخدام الحاسب في مجالات التكشيف والاستخلاص وإعداد الفهارس المحسبة .3- المحور الثالث : الخدمات المرجعية ، تمحور حول الخدمات التي تستند على الحاسب في إنجازها ، بما في ذلك طباعة المستخرجات ، وإيصال الوثائق ، وتوفير الأدوات المرجعية المحسبة .4- المحور الرابع : الضبط الببليوجرافي ، شمل مختلف أنماط القوائم الببليوجرافية ، وقوائم الاستناد المتوافرة في الجهات المشاركة في الدراسة .5- المحور الخامس : الإحاطة الجارية ، غطى هذا المحور مجالات الإحاطة المتمثلة في نشرة الإضافات ، ونشرة المستخلصات ، والاتصال بالمستفيدين عبر البريد الإلكتروني ، والبث الانتقائي للمعلومات .6- المحور السادس : تطوير التقنية وتطويعها ، تناول هذا المحور جهود المؤسسات المشاركة في تصميم قواعد المعلومات المحلية ، وخدمات الاتصال المباشر ، والربط الشبكي ، وإتاحة الفهارس عبر شبكة الإنترنت ، وتعريب البرامج الأجنبية .7- المحور السابع : صناعة النشر ، تناول أبرز إسهامات مجتمع الدراسة في مجال النشر العلمي بشقيه التقليدي والإلكتروني .8- المحور الثامن : التكامل بين مؤسسات المعلومات ، عالج هذا المحور التعاون والتنسيق ( في حالة وجوده ) بين الجهات المشاركة في مجال صناعة المعلومات من حيث نطاق التعاون ومجالاته .9- المحور التاسع : الصعوبات والمشكلات ، ركز على الصعوبات التي تواجهها مؤسسات المعلومات في المملكة ، وتحد من التعاون والتنسيق بينها ، وأبرز الحلول التي يمكن أن تسهم في تذليل تلك الصعوبات .10- المحور العاشر : الإشراف والتنسيق ، عالج قضية الجهة أو الجهات التي يرى المشاركون أنها مؤهلة للإشراف على المشروعات التعاونية .11- المحور الحادي عشر : مقترحات المشاركين ، طلب من المشاركين في هذا المحور تسجيل ما لديهم من آراء ومقترحات تسهم في تحسين الوضع الراهن لصناعة المعلومات في المملكة ، وتعزز مبدأ التكامل وتوحيد الجهود بين المؤسسات المعنية بهذه الصناعة الحيوية .وعلى أي حال ، فقد كانت الأسئلة جميعها مغلقة ومحددة ، حيث يمكن الإجابة عنها بأقل وقت وجهد ، إضافة إلى سهولة تحليلها ، أما المحور الأخير المتعلق بمقترحات المشاركين في الدراسة فقد ترك مفتوحاً ليعطيهم حرية تسجيل ما لديهم من مقترحات وانطباعات تجاه الظاهرة موضوع البحث ، ولذكر بعض الجوانب التي ربما غابت عن ذهن الباحث ، ولم ترد في أسئلة الاستبانة . وقد مرت عملية إرسال الاستبانات وجمعها بمرحلتين ؛ حيث تم في المرحلة الثانية إرسال خطاب إلحاقي Follow – Up Letter للجهات التي لم ترد على الاستبانة الأولى. وبشكل عام فقد كان مجموع الاستبانات الراجعة مشجعاً ، حيث أعيدت جميع الاستبانات المرسلة معبأة ومكتملة البيانات وصالحة للتحليل الإحصائي ، بما يمثل نسبة 100% من مجموع عينة الدراسة الفعلية . وتم تحليل جميع الاستبانات المعادة نظراً لاكتمال بياناتها كما سبقت الإشارة إلى ذلك .بعد تجميع البيانات اللازمة عن طريق الأداة الرئيسة ( الاستبانة ) والأدوات الأخرى المساندة ( الزيارات والمقابلات الشخصية والاتصالات الهاتفية والملاحظة ) قام الباحث بمراجعة الاستبانات مرة أخرى بغرض التأكد من دقة الإجابات وجديتها ، وتم بعد ذلك ترميزها وتفريغها في جداول . ونظراً لصغر حجم مجتمع الدراسة فقد تمت معالجة الاستبانات يدوياً دون الحاجة لاستخدام الحاسوب ، ومن ثم بدأت مرحلة التحليل الإحصائي ، وذلك من خلال توظيف أسلوب الإحصاء الوصفي المتمثل في رصد التكرارات والنسب المئوية لجميع المتغيرات التي عالجتها الدراسة ، وذلك بوصفها من الناحية العلمية دراسة استطلاعية أو استكشافية Exploratory Study . ويؤمل أن يخرج هذا الجهد العلمي بمعطيات تكشف النقاب عن واقع صناعة المعلومات في المؤسسات المعنية في المنطقة ، وتبين مدى استعدادها للتعاون والتنسيق في هذا المجال ، وتناقش ما قد يعتور المشروعات التعاونية من مشكلات ، وتطرح الحلول لها . ويمكن أن يستأنس بتلك المعطيات المسؤولون والمخططون لقطاع المعلومات في المملكة ، لما تحمله من حقائق صادقة مستمدة من الدراسة العلمية للظاهرة على أرض الواقع ، وبذلك يمكن توحيد تلك الجهود المبعثرة ، ولم شتاتها تحت مظلة واحدة ، والارتقاء بصناعة المعلومات من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني ، وذلك في ضوء إستراتيجية تضبط شؤون هذه الصناعة ، وتحدد المعالم الرئيسة للنهوض بها . وفي الوقت نفسه ، يمكن الإسهام في نشر وتعزيز ثقافة الصناعة المعلوماتية في المجتمع ، حيث أصبحت سمة جوهرية من سمات المجتمعات المعاصرة . ويوضح الفصل الثالث المعطيات التي خرجت بها الدراسة الميدانية .الدراسات العلمية السابقة :لقد حظي الموضوع محط الدراسة ببعض البحوث النظرية والدراسات الميدانية التي أسهمت في كشف النقاب عن طبيعته وأبعاده والعناصر المكونة له ، وخرجت ببعض المعطيات التي كان لها دور في إثراء الرصيد المعرفي في المجال ، وتحسين الممارسات الحالية. ومن خلال الاطلاع الفاحص على ما نشر من أدبيات في هذا السياق استطاع الباحث رصدها في ثلاث فئات رئيسة ، وذلك على النحو الآتي :1- الفئة الأولى : وتشمل التقارير والنشرات والكتابات الإعلامية التي تتحدث عن صناعة المعلومات في المملكة من منطلق إعلامي ، ويغلب عليها الأسلوب الدعائي واللغة الإنشائية لكونها تعكس تجارب محلية لدى بعض الجهات ، وفي الغالب قام بكتابتها أشخاص محسوبون عليها، وبعض المعلومات والإحصاءات الواردة في تلك الكتابات لا تخلو من المبالغات وتضخيم الأرقام .2- الفئة الثانية : وتشمل البحوث والمقالات النظرية التي صدرت عن الباحثين ومعظمهم من الأكاديميين ، وهي تعكس في الغالب تجاربهم الشخصية وانطباعاتهم الذاتية من خلال معايشتهم للواقع ، وملاحظة ما يجري على الساحة من تطورات .3- الفئة الثالثة ، وتشمل الدراسات الميدانية التي تعتمد على المنهجية العلمية في تناول الموضوع ، وهي على أي حال نادرة ، وتثار حولها بعض الملحوظات العلمية والمنهجية، كما ستكشف عن ذلك السطور اللاحقة . ولن نتعرض في هذه العجالة للدراسات التي تندرج تحت الفئتين الأوليين ، حيث لا تهمنا الفئة الأولى ( الدراسات الإعلامية ) ، أما الفئة الثانية ( البحوث النظرية ) فقد تم تغطيتها في مواضعها المناسبة من الدراسة . وبالتالي فإن ما يهمنا حقيقة هو الفئة الثالثة المتعلقة بالدراسات العلمية ، حيث تم عرضها في السطور اللاحقة وفقاً لتاريخ صدورها . ومن نماذج تلك الدراسات العلمية دراسة صالح المسند ( 1995م ) عن خدمات المعلومات بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية خلال الفترة 1409 – 1414هـ، وكان الهدف من هذه الدراسة هو معرفة طرق الإفادة من خدمات المركز ، والبيئات التي ينتمي إليها الباحثون ، ونوعية المعلومات التي يحتاجونها ، ومن ثم توظيف المعطيات في تطوير الخدمات الحالية والتخطيط لخدمات جديدة . وتكون مجتمع الدراسة من جميع الباحثين الذين استفادوا من المركز خلال المدة المشار إليها . واعتمد الباحث في المسح الميداني على تحليل بيانات التقرير الإحصائي السنوي خلال النطاق الزمني للدراسة، وطبق منهج دراسات المستفيدين. وأظهرت نتائج دراسة المسند أن معظم من استفاد من خدمات المعلومات الطلاب الجامعيون ، وأغلبهم من الذكور الذين يعدون أبحاثاً جامعية . وحظيت المصادر العربية بالنصيب الأكبر خاصة فيما يتعلق بعلوم الدين الإسلامي والعلوم الاجتماعية والجغرافيا والتراجم والتاريخ . وبناء عليه فقد اقترح الباحث دراسة إمكانية التوسع في إعداد ونشر قواعد المعلومات المخزنة على الأقراص الضوئية، واستخدام التقنيات الحديثة في توصيل الوثائق إلى المستفيدين في مختلف أرجاء المملكة ، واستكمال إعداد المكانز وأدوات التحليل الموضوعي بغرض كسب رضا المستفيدين ، والتوسع في نوعيات الخدمات التي يقدمها المركز للمستفيدين مثل الإحاطة الجارية ، والبث الانتقائي للمعلومات ، وتيسير وصول المستفيد إلى قواعد المعلومات المحسبة من خارج المركز ( المسند : 1995م ) .وثمة دراسة أخرى قامت بها شعاع أبوعوف ( 1416هـ ) عن مكتبات مستشفيات مدينة جدة ، بغرض معرفة مدى استخدام الأطباء لمصادر المعلومات المتوافرة ، ومستوى الخدمات المقدمة في تلك المكتبات ، ونشاطها في مجال صناعة المعلومات . وشمل مجتمع الدراسة أمينات المكتبات ، والأطباء العاملين في مستشفى الملك فهد العام ، ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ، ومستشفى الملك فهد للقوات المسلحة ، ومستشفى الدكتور سليمان فقيه . وبلغ عدد الذين شملتهم الدراسة 267 طبيباً من مجموع 412 طبيباً ( بنسبة 64.8%) ، إضافة إلى خمس أمينات مكتبات . وكان من أهم النتائج التي أسفرت عنها دراسة أبو عوف أن الأطباء يواجهون بعض الصعوبات عند استخدامهم لمصادر المعلومات في المكتبات المدروسة مثل غياب تقنية المعلومات الحديثة التي تسهل عملية إيجاد المعلومات المطلوبة ، ونقص الخدمات الإرشادية والتعريفية بالمكتبة. ومن ضمن ما انتهت إليه الدراسة من توصيات ضرورة مد مكتبات المستشفيات بالتقنية الحديثة اللازمة لتطوير خدماتها ، والعمل على إصدار الفهارس وأدوات الضبط الموحدة للمكتبات الطبية ، وتأسيس البرامج التعاونية بين المكتبات الطبية
Inscription à :
Articles (Atom)